لا تزال تصريحات رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة بخصوص مغربية سبتة ومليلية تثير الجدل في إسبانيا. فبعد رد وزيرة الدفاع، مارغريتا روبلز، خرجت الأحزاب السياسية عن صمتها، لتعلن رفضها لهذه التصريحات.
وقال الحزب الشعبي اليميني، الذي يعتبر أكبر أحزاب المعارضة في مجلس النواب، إن تصريحات ميارة هي دليل آخر على "ضعف" حكومة سانشيز في مواجهة المغرب "في الدفاع عن السيادة الإسبانية".
وأضافت المتحدثة باسم مجموعة نواب الحزب الشعبي كوكا جامارا "نحن واضحون جدا. نحن ندافع بالطبع عن سيادة سبتة ومليلية. لطالما كان الحزب الشعبي حازمًا في هذا الموضوع" وتابعت "إنها مسألة تتجاوز أي نقاش على الإطلاق".
وأدت هذه القضية إلى مواجهة بين الحزب الشعبي وحزب فوكس اليميني المتطرف، واستغل هذا الأخير الجدل، وقال المتحدث باسم نوابه، إيفان إسبينوزا دي لوس مونتيروس، إن الحزب الشعبي هو "شقيق حزب الاستقلال" المغربي، وأضاف "صاحب التصريحات حول سبتة ومليلية ينتمي إلى حزب قومي متحالف مع الحزب الشعبي".
ويشار إلى أن حزب الاستقلال والحزب الشعبي أعضاء في الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، كما هو حال حزب التجمع الوطني للأحرار أيضا.
وسبق للأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، أن قاد وفدا من حزبه للمشاركة في المؤتمر الأخير للحزب الشعبي في أبريل 2022.
ودخل حزب بوديموس اليساري على خط هذا الجدل أيضا، وأصر على إقحام نزاع الصحراء، وقال المتحدث باسمه، خافيير سانشيز سيرنا إن "إسبانيا يجب أن يكون لها موقف قوي وأن تدافع عن سيادتها ضد بلد مثل المغرب، ليس فقط في قضية سبتة ومليلية، ولكن أيضًا في قضية مثل تقرير مصير الصحراء الغربية ".
وأضاف "نعتقد أن إسبانيا يجب أن تستمر في الدفاع عن سيادتها وكذلك عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير للشعب الصحراوي". وجدد المسؤول الحزبي أيضا رفض حزبه دعم بيدرو سانشيز لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء.
بينما ربط حزب سيودادانوس بين تصريحات النعم ميارة وتغيير موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء. وقالت إيناس أريماداس، زعيمة الحزب، "لم يسبق للمغرب أن وجه الكثير من الإهانات أو التصريحات من هذا النوع ضد مدينتين إسبانيتين تمامًا وستظل كذلك". وتناسى هذا الحزب أنه سبق لرئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، أن أدلى بتصريحات مشابهة لتصريحات النعم ميارة، وآنذاك أكدت سفيرة المغرب لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، لدى استدعائها من قبل وزارة الخارجية الإسبانية، في دجنبر 2020، أن المدينتين "محتلتين".