قام مجهولون بإتلاف وتشويه اللافتة الإضافية لشارع "إيلر" (Ellerstrasse)، المكتوبة باللغة العربية. وقاموا بفعلهم هذا بدوافع عنصرية معادية للأجانب، على ما يبدو. حيث ألصقوا فوق الحروف العربية ملصقا لفارس من العصور الوسطى على ظهر حصان ويحمل رمحا مدببا يطارد ثلاثة أشخاص يفرون أمامه. فيما غطوا اللافتة التي تحتها بعبارة شارع "كارل مارتل" (Karl-Martell-Strasse). كما وضعوا ملصقا عليه عبارة: "العودة بدلا من الخضوع". أي عودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، بدلا من خضوع الألمان لهم.
فرع حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، في دوسلدورف، احتفل بهذا العمل، وكتب: "في السابق الرماح. اليوم طائرة الترحيل".
وفي بيان حصلت DW عربية على نسخة منه، ناشد السياسيان الألمانيان من أصل مغربي، سامي شرشيرة من حزب الخضر، وحكيم الغزالي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المجتمع في المدينة وعمدة المدينة وكذلك الشرطة فيها لإدانة الفعل ومحاسبة مرتكبيه، واتهما مجموعة "ثورة ريانلاند" بتنفيذ العمل.
فمن هو كارل مارتيل أو كارل المطرقة؟ يبدو أن الأشخاص الذين قاموا بتشويه اللافتة، حذوا حذو متطرفين يمينيين ارتبكوا جرائم قتل جماعي، مثل النرويجي أندرس بريفيك، الذي أشار أيضا إلى شخصية كارل مارتيل (المولود بين 688 و691 ، وتوفي أكتوبر 741).
Vor einigen Stunden wurde das Straßenschild in arabischer Schrift auf der Ellerstraße (Düsseldorf) von der rechte Gruppe "Revolte Rheinland" beschädigt und durch ein #rassistisches Schild ersetzt. Hier geht es zur Pressemitteilung >> https://t.co/j7oHQGTUhv pic.twitter.com/y26kk35W4P
— Samy Charchira (@samy_charchira) March 26, 2023
فهم يرون في هذا القائد على أنه منقذ الغرب، لأنه انتصر في المعركة الكبيرة، بالقرب من بواتييه، ضد العرب والبربر، التي وقعت في عام 732 ميلادي. ولكن أبحاثا حديثة كشفت أن هذه الأسطورة التي نشأت في القرن التاسع عشر، هي أسطورة مزيفة وفق موقع "دوسلدورف أكتويل".
ويبدو أن انفتاح مدينة دوسلدورف التي كتبت اسم أحد شوارعها باللغة اليابانية، وشارعا آخر باللغة الإيطلية، إضافة لشارع باللغة العربية، قد أزعج بعض اليمينيين المتطرفين، ويرون في اللافتة باللغة العربية علامة على "الخضوع"، زاعمين أنها دلالة على "استيلاء العرب على البلاد". فيما يتجاهلون حقيقة أن الكثير من الحرفيين والتجار يقيمون من عقود طويلة في حي أوبربيك في دوسلدورف.