القائمة

أخبار

رمضان في التاريخ #2: مدفع رمضان..ما قصته؟

اعتاد المسلمون في كثير من الدول العربية الإسلامية، على بدء إفطارهم في رمضان على طلقات مدفع رمضان، كما أنهم يمسكون في الفجر على طلقاته، فكيف بدأت قصة هذا المدفع، ومن أين انطلقت؟

نشر
DR
مدة القراءة: 2'

يعتبر مدفع رمضان، رمزا من رموز شهر رمضان في كثير من البلدان العربية والإسلامية، فمع مقدم الشهر الفضيل ينطلق صوته مرتين يوميًا، مرة عند الإفطار والأخرى عند الإمساك. ورغم التطور التكنولوجي تحافظ العديد من الدول ومن بينها المغرب على هذه العادة الرمضانية الأصيلة.

وتوجد ثلاث روايات تاريخية بخصوص أسباب وتاريخ ظهور مدفع رمضان، غير أنها تجمع جميعها على أنه ظهر في العاصمة المصرية القاهرة.

وبحسب كتاب "شهر رمضان في الجاهلية والإسلام"، لأحمد أحمد المنزلاوى، فإن الرواية الأولى تعود إلى عام 859 هجرية، عندما تلقى السلطان المملوكي ويدعى "خشقدم" مدفعًا هدية من مصنع ألماني، فأمر جنوده بتجربة المدفع، وتزامنت التجربة مع غروب الشمس خلال شهر رمضان، فظن سكان القاهرة أن ذلك الصوت المدوي الذي انطلق من المدفع إيذانًا لهم بالإفطار.

وفي اليوم الموالي، ذهب السكان لقصر السلطان من أجل شكره على إعلامه سكان القاهرة بموعد الإفطار، لكنهم لم يجدوا السلطان بل وجدوا زوجته التي كانت تدعى الحاجة "فاطمة"، والتي نقلت بدورها طلبهم للسلطان الذي استحسن الفكرة وأمر بإطلاق المدفع مع غروب الشمس يوميًا خلال شهر رمضان، ليستمر هذا التقليد إلى اليوم.

فيما تشير الرواية الثانية، إلى أن بدأ هذا التقليد، يعود إلى عصر والي مصر محمد علي الكبير، الذي كان قد اشترى العديد من المدافع، وكانت تجري تجربتها وقت غروب الشمس خلال أحد أيام شهر رمضان، وفور انطلاق المدفع اعتقد سكان القاهرة أن هذا الأمر مقصود بغرض تنبيهم لوقت الإفطار، وظل صوت المدفع منذ ذلك الوقت تقليدًا رمضانيًا.

وتشير الرواية الثالثة، إلى عهد الخديوي إسماعيل حيث كان جنوده يقومون بتنظيف أحد المدافع وقت إفطار رمضان، فانطلقت منه قذيفة بالمصادفة دوت في سماء القاهرة، واعتبرها الصائمون إيذانًا بموعد الإفطار.

وفي البداية كان المدفع يعمل بالذخيرة الحية في العاصمة المصرية، ومع مرور الوقت واتساع الأبنية، بدأ يعمل بذخيرة صوتية.

وتطور هذا التقليد عبر السنين وانتشر في العديد من الدول الإسلامية، ومن بينها المغرب، وتم تحسين تصميم المدفع ليكون أكثر أماناً ودقة، وفي بعض الأماكن يتم تقديم عروض فنية مصاحبة لإطلاق المدفع في إطار احتفالي، وخاصة في اليوم الأول من الشهر الفضيل.

ورغم انتشار التكنولوجيا وسهولة الإخبار بمواعيد الإفطار والإمساك، إلا أن هذا التقليد لا يزال حتى اليوم يحظى بشعبية كبيرة في الكثير من بلدان العالم الإسلامي.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال