أطلق أعضاء في الحزب الاشتراكي الاسباني الحاكم، معروفين بقربهم من البوليساريو والجزائر، يوم 27 فبراير الماضي، عريضة بعنوان "اشتراكيون من أجل الصحراء". وتزامن إطلاق العريضة مع احتفال جبهة البوليساريو بالذكرى السابعة والأربعين لإعلان "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
ويسعى أصحاب العريضة إلى حشد عدد كبير من مناضلي الحزب الاشتراكي والمتعاطفين معهم لإدانة دعم بيدرو سانشيز لمقترح الحكم الذاتي لمغربية للصحراء.
وجاء في العريضة على أن "مساهمة الحزب الاشتراكي في حل النزاع في الصحراء الغربية يجب أن تمر من خلال احترام القانون الدولي، وممارسة حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، وإنهاء عملية تصفية الاستعمار، على النحو المنصوص عليه في مجلس النواب، بالإضافة إلى احترام القرارات والالتزامات التي تم التعهد بها في البرنامج الانتخابي للحزب الاشتراكي".
كما جاء فيها "نطالب الحكومة الإسبانية ورئيسها بالعمل بنشاط على الساحة الدبلوماسية والثنائية والمتعددة الأطراف، وفي إطار الأمم المتحدة، لتعزيز حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية يحترم القانون الدولي ويسمح للشعب الصحراوي بممارسة حق تقرير المصير الذي يأخذ في الاعتبار، من خلال استفتاء نزيه ونزيه، خيار الاستقلال".
ويسعى أصحاب العريضة لإقناع عدد كبير من نشطاء الحزب الاشتراكي بالانضمام إليها، غير أنهم تمكنوا من جمع 300 توقيع فقط، ولم ينضم إليها كبار المسؤولين في الحزب، الذي يبلغ عدد أعضائه حوالي 164 ألفًا إسبانيًا، وفقًا للإحصاءات التي أجريت في أكتوبر 2021.
وإلى حدود اللحظة، لم ينضم أي مسؤول على المستوى الوطني في الحزب إلى هذه المبادرة. ولاقت المبادرة تفاعلا في مناطق بعينها، مثل جزر البليار التي وقع بها نائبين في البرلمان المحلي وعضو سابق في الحكومة الإقليمية على المبادرة.
كما أنه لم يكن مفاجئا تواجد النائب الاشتراكي الباسكي السابق أودون إلورزا، الذي تخلى مؤخرًا عن مقعده، ضمن قائمة الموقعين، فبمجرد إعلان بيدرو سانشيز دعمه للموقف المغربي من الصحراء، وصف القرار بأنه "خطأ".
يذكر أن قيادة الحزب الاشتراكي كانت قد توقعت تمردًا محتملاً من القاعدة ضد الصفحة الجديدة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا. وبعد أسبوع من رسالة بيدرو سانشيز الموجهة إلى الملك محمد السادس في 14 مارس 2022، تم نشر وثيقة موجهة إلى نشطاء الحزب تشيد بمزايا التقارب مع الرباط.
وأصر أصحاب الوثيقة بشكل خاص على الدفاع عن "وحدة أراضي إسبانيا" لتبرير تغيير موقف الحزب بشأن مسألة الصحراء، وجاء فيها "إن بدء علاقات جديدة متينة ومستقرة مع دولة مجاورة وشريك استراتيجي مثل المغرب، أمر ضروري لوحدة الأراضي، بما في ذلك سبتة ومليلية، وسيادة إسبانيا، وكذلك لاستقرار وأمن وازدهار البلدين".
وكان الحزب الاشتراكي الاشتراكي قد أكد، إضافة إلى ذلك في نفس الوثيقة، على أن دعم بيدرو سانشيز للمقترح المغربي في الصحراء الغربية لا يشكل قطيعة مع الخط الذي اتبعه أسلافه، وأشاروا إلى أنه كان هذا هو موقف إسبانيا منذ عام 2008، مع خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو كرئيس للحكومة، وأنه تم التنصيص عليه في الإعلانات الصادرة عن الاجتماعات الرفيعة المستوى بين إسبانيا والمغرب في الأعوام 2008 و 2012 و 2015، والتي ورد فيها صراحة أن "إسبانيا ترحب بالجهود الجادة والمصداقية التي يبذلها المغرب".
ويواصل نواب الحزب الاشتراكي في البرلمان الإسباني الالتزام بالموقف الذي اتخذته الحكومة الإسبانية بخصوص العلاقات الجديدة مع المغرب. وفي 15 فبراير، رفضوا المقترح التشريعي لليونيداس بوديموس الهادف إلى منح الجنسية الإسبانية للصحراويين. والأمر نفسه في البرلمان الأوروبي حيث لم يصوت أعضاء البرلمان الأوروبي الاشتراكيون لصالح قرار 19 يناير الداعي إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين في المغرب.