أشار الجنرال الإسباني المتقاعد خوان كارلوس دومينغو جويرا، في كتابه "الجنود" الذي صدر حديثا إلى أن "استعادة المغرب لسبتة ومليلية مسألة وقت"، وأكد أن الرباط ستكرر نفس "الخطوة التي نجحت في الصحراء"، في إشارة منه إلى المسيرة الخضراء.
وشدد على أن المطالب المغربية باستعادة المدينتين "لم تمت" رغم المرحلة الجديدة في العلاقات بين الرباط ومدريد.
وتحدث الجنرال السابق عن "طموحات القومية المغربية لتشكيل المغرب الكبير"، وقال إن سبتة ومليلية "لم يتم الدفاع عنهما بشكل جيد" بسبب "خلل في نظام الأمن والدفاع الإسباني".
وتحدث أيضا عن "الشكوك المتعلقة بتضامن الحلفاء في حال وقوع هجوم مغربي، لأن الولايات المتحدة التي تقود حلف الناتو تعتبر المغرب حليفًا متميزًا".
وكانت الحكومة الإسبانية قد فشلت في إقناع أعضاء حلف الأطلسي، خلال القمة التي نظمت في نهاية يونيو في مدريد، بدمج سبتة ومليلية في مجال نفوذ الحلف. وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، إن وضع المدينتين تحت حماية المنظمة "قرار سياسي يجب اتخاذه بالإجماع من قبل جميع الحلفاء في مجلس المنظمة".
ويتقاسم عسكريون كبار آخرون نفس الموقف مع الجنرال المتقاعد خوان كارلوس دومينغو، وسبق لقائد الجيش في الفترة من 2017 إلى 2020 ، الجنرال فرناندو أليخاندر، أن قال في كتابه له صدر في مارس 2022، إن المغرب يشكل "تهديدًا مباشرًا" ضد إسبانيا.
وأضاف أن هذا التهديد سيتم تنفيذه "عندما يحين الوقت"، ولكن قبل الدخول في نزاع مسلح تقليدي، ستشن المملكة عمليات متفرقة، مثل الهجمات على حدود سبتة ومليلية، وحذر من "تهديد خطير" لا ينبغي الاستخفاف به.
ولا يؤيد قائد الجيش الاسباني الحالي، هذه المواقف في العلن، ففي نونبر 2021 قال خلال مشاركته في مؤتمر بمدريد "المغرب لا يشكل خطرا على سبتة ومليلية"، غير أنه تحدث عن تحركات من جانب الرباط تندرج في إطار ما يسمى بـ "المنطقة الرمادية"، مستشهدا على وجه الخصوص بأزمة الهجرة في ماي 2021.
يذكر أنه بالتزامن مع إعلان القوات المسلحة الملكية تدشين قيادة عسكرية جديدة في الحسيمة، توجهت وزيرة الدفاع الاسبانية مارغريتا روبليس، إلى سبتة في نونبر، ومليلية في يناير.
كما أن الحكومة الاسبانية خصصت ميزانية قدرها 22 مليون يورو في شتنبر 2022 لحماية شبكات الاتصالات المنتشرة في سبتة ومليلية. وفي دجنبر 2021 أعلن وزير الدفاع الإسباني، أن "الوجود العسكري الحالي في سبتة ومليلية كافٍ".
وسبق للمغرب أن طلب في غشت 1975 إدراج سبتة ومليلية على جدول أعمال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بإنهاء الاستعمار والمسائل السياسية، غير أنه لم يتابع الملف بعد ذلك.