لم تقابل التصريحات التي أدلى بها "مصدر دبلوماسي جزائري" لصحيفة إسبانية حول وساطة العاهل الأردني عبد الله الثاني بين المغرب والجزائر، برضى المؤسسة العسكرية الجزائرية، وتولت صحيفة "الشروق" المقربة من دوائر صنع القرار في البلاد، نقل موقف الجنرلات.
ورغم أن صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، نقلت الخبر عن "مصدر دبلوماسي جزائري" إلا أن "الشروق" فضلت اتهام "نظام المخزن المغربي" ب"ترويج أطروحة الوساطات الوهمية مع الجزائر"، وتابعت أنه بعدما "فشلت كل المناورات التي أوردتها صحافة المخزن المغربي وبعض الصحف العربية الموالية له، حرّك القصر بيادقه الإعلامية في جارته الشمالية إسبانيا، علّه يتوصل إلى تحقيق نتائج عجز عن تحقيقها بأذرعه الإعلامية الداخلية والعربية التي تكتب تحت الطلب".
واعتبرت الصحيفة ذاتها أن وساطة العاهل الأردني أقل شأنا من وساطات فاشلة قادها "قادة دول مؤثرة، لهم علاقات ممتازة مع الجزائر وشخصية مع الرئيس عبد المجيد تبون، ولهم مواقف متزنة وقريبة من المواقف الجزائرية فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الجزائر على غرار القضية الصحراوية، وبعض الملفات الاقليمية".
وكان المصدر الدبلوماسي الجزائري قد كشف لصحيفة "لافانغوارديا" أن الحوار بين الرباط والجزائر سيتركز فقط على إعادة فتح خط الغاز المغاربي الأوروبي المغلق منذ 31 أكتوبر 2021 وليس على قضية الصحراء.
يذكر أنه سبق للأردن أن افتتحت في مارس 2021، قنصلية عامة لها في العيون، وهو ما يترجم اعترافها الفعلي بالسيادة المغربية على الصحراء، آنذاك فضلت الجزائر التزام الصمت.
ويعتبر ما ورد على لسان جريدة الشروق، دليل آخر على رفض جنرالات الجزائر لجميع مبادرات المصالحة مع المغرب، علما أنه في نونبر الماضي، أفادت وسائل إعلام دولية بأن قائد الجيش، الجنرال سعيد شنقريحة، رفض ثلاث وساطات عربية - سعودية وإماراتية في عام 2021 وآخرها الوساطة القطرية في صيف 2022، بحجة أن "المملكة عدو استراتيجي".
وكان أمير قطر تميم قد توجه إلى الجزائر يوم 25 يوليوز لحضور حفل افتتاح دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي نظمت في وهران. وبعد خمسة أيام من هذه الزيارة، دعا الملك محمد السادس في خطاب العرش الرئيس تبون إلى أن "يضع المغرب والجزائر يدا في يد، لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك".
وردت بعض الدول العربية على رفض وساطة السعودية والإمارات بتقليص مستوى تمثيلها في القمة العربية المنعقدة في الجزائر العاصمة يومي 1 و 2 نونبر الماضي.