لازال الجدل حول "الزليج"، مستمرا بين المغرب والجزائر، ويوم أمس لم يفوت والي وهران السعيد سعيود، فرصة افتتاحه لـ"صالون البناء بوهران"، لمهاجمة المغرب، ونسب "الزليج" إلى بلاده.
وتوجه الوالي إلى أحد الأشخاص المتخصصين في صناعة "الزليج"، والذي كان يضع ألوانا على "الزليج" شبيهة بتلك التي وضعت فوق قميص المنتخب الجزائري، وخاطبه قائلا "هذا النوع من الزليج هو الذي استخدم في قميص المنتخب الجزائري"، وتابع "لم يعترض أي أحد عندما قمتم بصناعته، وعندما وضعناه على قميص المنتخب الوطني لم يعجبهم الأمر".
وزاد قائلا "أنا تفاجأت بأنه يقوم بصناعة الزليج بنفس الرسومات المتواجدة على قمصان تدريب المنتخب الجزائري وهذا ما أفرحنا وأعجبنا، وطرحت العديد من الأسئلة على المصنع وقال هذا الزليج ننتجه منذ سنوات، وبأنه رمز من رموز التراث الجزائري، وأنه جزائري 100 في المائة".
وواصل "نحن نحترم إرثنا، ونحترم إرث الآخرين، تراثنا هو حقنا ولن نتنازل عليه، ومن حقنا أن نضعه فوق أقمصة الفريق الوطني، أو فوق أفرشتنا، أو على واجهة عماراتنا، ولا أحد يحق له التدخل في هذا".
خلط بين الزليح و"الزليج التقليدي"
لكن والي وهران وقع في الخلط بين "الزليج التقليدي" وهو صناعة تقليدية، وبين "الزليج (الكارلاج)" الذي تستخدم الآلات في صناعته وصباغته.
والزليج التقليدي هو فن مكون من بلاط فسيفسائي من أشكال فخارية هندسية مدقوقة قطعة بقطعة مركّبة في لوحة من الجبس، عكس "الكارلاج"، الذي يتم الاكتفاء بوضع صباغة فوقه.
وقبل خرجة والي وهران الجديدة، قال أبو الفضل بعجي، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الأغلبي في الجزائر)، في رده على الجدل المثار حول "الزليج"، إن وجدة وجرسيف مدينتان جزائريتان، وأن فرنسا اقتطعتهما لصالح المغرب.
وأضاف أن "هناك صناعة فخارية في مدينة آسفي على المحيط الأطلسي، من علمها لهم المعلم بوجمعة الجزائري من تيزي وزو، وهو جزائري، يمكن أن تكذب على كل الناس، ولكن التاريخ لن تتمكن من الكذب عليه".
كما سبق لوزيرة الثقافة في الحكومة الجزائرية، صورية مولوجي، أن ظهرت في نشاط رسمي وهي ترتدي وشاحا عليه نفس ألوان قميص المنتخب الجزائري، تفاعلا منها مع الجدل حول "أصل الزليج".
وزيرة الثقافة الجزائرية صورية مولوجي تصفع المغرب ... تلبس فولار #الزليج وتفتخر بالأصل ...?? pic.twitter.com/MaLFltIrrF
— NȺĐȺ ĐƵ ?? (@NadaBz1) October 5, 2022
و"الزليج" غير مسجل ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، في اسم المغرب أو الجزائر، ويصعب نسبته لدولة أو جهة معينة، إذ أن كتابات تاريخية كثيرة تشير إلى إنه ازدهر في القرن العاشر والحادي عشر الميلادي، في الأندلس وشمال إفريقيا، وخلال هذه الفترة كانت حدود الدول تتمدد وتتراجع تبعا للقوة العسكرية لكل سلالة حاكمة.