في ظل التوتر الشديد في العلاقات المغربية الجزائرية، تعج وسائل التواصل الاجتماعي بحسابات تنقل أخبار وهمية غالبا ما تنسبها إلى مصادر دون تسميتها، للدفاع عن وجهة نظر معينة، ومهاجمة الطرف الآخر، وانتقلت هذه الحمى إلى بعض وسائل الإعلام، التي باتت تنقل أخبارا تمجد بلد على حساب الآخر، دون أن تتبين حقيقة ما تنشره، وغالبا ما يكون همها هو كسب أكبر عدد من النقرات والإعجابات.
وكان موضوع فسخ الاتحاد الجزائري للعقد الذي يربطه بشركة أديداس المختصة في الملابس الرياضية، آخر واجهة "للصراع الرقمي" بين البلدين.
وقالت العديد من المواقع الإخبارية المغربية، إن فسخ العقد مرتبط بالإنذار القضائي الذي وجهته وزارة الثقافة المغربية لشركة أديداس، بسبب قيامها "بنسب الزليج المغربي" للجزائر، وكتب موقع برلمان مقالا تحت عنوان "أديداس تفسخ عقدها مع “الفاف” الجزائري بسبب الزليج المغربي"، فيما كتب موقع "إنفو سبور" مقالا عن الموضوع تحت عنوان "هل ورط الاتحاد الجزائري شركة أديداس في مواجهة مع المغرب..؟"، فيما قال موقع "أحداث أنفو" "بات الانفصال بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم وشركة الألبسة الرياضية "أديداس" قريبا، وذلك بعد أيام قليلة من الضجة التي أثارها تصميم القميص الجديد للمنتخب الجزائري"...
ووجد هذا الموضوع صدى له في بعض وسائل الإعلام العربية، ونقل موقع "كول" عن "مصادر صحفية"، أن "شركة أديداس لصناعة الملابس الرياضية فسخت عقدها مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وذلك بعد أيام من الجدل المثار حول قميص المنتخب الوطني الخاص بالتدريبات".
وعنون موقع " i24news" الإسرائيلي مقالا بـ "بعد أزمة الزليج المغربي: شركة "أديداس" تنهي تعاقدها مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم"، ونشر موقع "روسيا اليوم" مقالا، قال فيه إن القرار جاء "بعد أيام قليلة من الضجة التي أثارها تصميم القميص الجديد للمنتخب الجزائري".
ووجدت هذه الأخبار صدى كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقفتها على وجه الخصوص صفحات "مختصة" في الشأن المغاربي، يقدم أصحابها في الغالب تحليلات وأخبار غير صحيحة عن المغرب والجزائر.
ما حقيقة هذه الأخبار؟
لكن المشترك بين هذه الصفحات، والمواقع الإلكترونية، هو عدم التثبت من صحة المعلومات قبل نشرها، فمن خلال بحث بسيط على محركات البحث، يتضح أن قرار الاتحاد الجزائري فسخ العقد لا علاقة له بما سمي من قبل البعض بـ "أزمة الزليج المغربي".
فقبل الجدل الذي أثير حول قميص المنتخب الجزائري، وبالضبط في 24 غشت، نشرت مواقع إعلامية جزائرية خبر عدم تجديد العقد مع شركة أديداس، وكتب موقع "صوت الجزائر"، أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قررت عدم تجديد العقد مع أديداس، فيما كتب موقع "البلاد" أن الاتحادية شرعت "في استقبال كل العروض من قبل الشركات الراغبة في تموين المنتخبات الوطنية بالعتاد الرياضي وفق دفتر شروط خاص".
وفي 22 شتنبر الماضي، نفت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تجديدها عقد الرعاية الذي يربطها مع شركة أديداس"، وقالت إن "ما يُروج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار حول تجديد العقد مع شركة العتاد الرياضي أديداس، لا أساس له من الصحة".
وأوضحت "أن عملية التصوير التي قام بها اللاعبون بالقميص الجديد لـ"أديداس" تدخل ضمن العقد الساري المفعول المُبرم مع الشركة"، وهي الجلسة التي ظهر فيها القميص الذي أثار الجدل حول "الزليج".
وقبل اندلاع "أزمة الزليج" كان معروفا أن العقد الذي يربط بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وشركة أديداس سينتهي في 31 دجنبر 2022.
لذلك فإن عدم تجديد العقد بين الجانبين لا علاقة له بالجدل الذي أثير حول قميص المنتخب الجزائري، الذي من المرتقب أن يغيب من الملاعب مطلع السنة القادمة.