الجزائر تتقرب من الدول الإفريقية التي لها قنصليات في الصحراء

بدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يعيد النظر في موقف بلاده من الدول الإفريقية التي تعترف بمغربية الصحراء، ويوم 29 من شهر غشت الماضي، خصص استقبالا حارا لرئيس غينيا بيساو عومارو سيسوكو أومبالو، في الجزائر العاصمة.

وأشاد أومبالو في تصريح للصحافة "بالدور المركزي والمهم للجزائر في ترسيخ اواصر الوحدة الافريقية ومحاربة الارهاب وتثبيت الامن والاستقرار في القارة"، فيما أشار تبون إلى في تصريحاته إلى "العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين"، وكان لافتا عدم تطرقه لنزاع الصحراء.

وقال تبون عقب المحادثات التي جمعتهما بمقر رئاسة الجمهورية "هناك ظروف جعلت البلدين يبتعدان عن بعضهما البعض، غير أنه انطلاقا من هذه الزيارة، ستعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها"، وأشار إلى أنه "من غير المعقول" ألا تكون للجزائر سفارة بغينيا بيساو، مضيفا "وعليه سنصحح هذا الخطأ".

وكانت العلاقات بين البلدين قد مرت بفترة من التوتر، عقب افتتاح غينيا بيساو في 25 أكتوبر 2020 ، قنصلية في الداخلة، بحضور وزيرة الخارجية، سوزي كارلا باربوسا.

ويثير الإعلان عن افتتاح قنصليات في الصحراء غضب الجزائر، وسبق للمبعوث الجزائري للصحراء الغربية عمار بلاني، أن اتهم المملكة بـ "رشوة" الدول الأفريقية لكي تعترف بمغربية الصحراء، وقال في يوليوز الماضي عقب افتتاح الطوغو قنصلية لها في الداخلة "إن بعض الدول المعنية بفتح مراكز قنصلية، غير قادرة حتى على دفع مساهماتها الإجبارية للمنظمات الدولية أو الإقليمية التي هي عضو فيها".

وباستقباله لرئيس غينيا بيساو، الذي تعترف بلاده بمغربية الصحراء، يريد تبون العودة إلى النهج الذي كان قد بدأه وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم، الذي قام بجولة في الكاميرون، وسيراليون وغينيا في مارس 2021، علما أن الكاميرون تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، بينما سيراليون وغينيا لديهما قنصليات في الداخلة.

وأثناء زيارة رئيس غينيا بيساو إلى الجزائر، تجنبت وسائل الإعلام الجزائرية الإشارة إلى افتتاح بلاده قنصلية في الداخلة، كما لم تشر إلى انسحابه من قمة تيكاد الني احتضنتها تونس، احتجاجا على مشاركة جبهة البوليساريو.