قال الأمير مولاي هشام في مقال نشره على موقع "أوريان 21" تحت عنوان "القضية الفلسطينية.. حاضرة رغم كل العقبات"، إن القضية الفلسطينية "رُغم غيابها عن جدول أعمال الدبلوماسيتين الغربية والعربية" إلا أنها "تبقى متجذرة في الواقع الإقليمي وفي ذاكرة الشعوب. إذ لا يمكن القضاء بسهولة على تطلّعات الشعوب للتحرّر".
وأكد في مقاله أن لامبالاة الولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية "تعكس اليوم التراجع الكبير لفلسطين في العالم العربي".
وتابع أنه "إذ تغيّر إدراك المسألة الفلسطينية على مدار العقد الأخير، بينما كان النظام الإقليمي في العالم العربي يتغيّر. لكن الرأي العام في كامل المنطقة يبقى مؤيداً للفلسطينيين بقوّة، ويبدو تأييده لاتفاقات أبراهام والتطبيع مع إسرائيل فاتراً على أقلّ تقدير. لكن التضامن لا يعني دوماً التعبئة".
"لم يعد للقضية الفلسطينية القدر نفسه من التأثير على السياسات الوطنية مقارنةً بالذي كان في الماضي. إيديولوجياً، تكبّد الفلسطينيون ثمن تراجع الإيديولوجيات الوحدوية عربياً، سواء بما يخص القومية العربية أو الإسلام السياسي، والتي كانت تحثّ على دعم تقرير الفلسطينيين لمصيرهم".
وأوضح أن الدول العربية تخلت "عن التزاماتها وتحالفاتها القديمة، وأخذت تسعى في ظلّ هيمنة أميركية متقهقرة، إلى تحقيق مصالحها الخاصة".
واعتبر أن "بلورة سلام منفصل مع إسرائيل تعود بالفائدة على كلّ "مطبِّع" بصورة مختلفة، لكن أياً من هذه الفوائد لا ينبع فعلياً من الوعود السامية لاتفاقات أبراهام".
وبخصوص المغرب فإنه يرى في إسرائيل بحسب الأمير "شريكاً مفيداً في وجه تقدّم الجزائر في بعض القطاعات العسكرية"، كما أن التطبيع منح المملكة "إمكانية الانفتاح على التعاون الاقتصادي والعسكري مع الغرب".
وقال إنه "لا ريب أنّ فلسطين تعرّضت لانتكاسة في هذه المرحلة الجديدة. ورُغم ذلك، لن تتبدد الأزمة. الفلسطينيون في مأزق اليوم. غير أنّ التاريخ يظهر أنّ مطالب التحرّر تبقى، حتى في وجه استعمار لا يرحم".
وأنهى مقاله قائلا "ستستمر القضية الفلسطينية. فالتحرّر تطلّع إنساني أساسي، يصمد أمام كافة الضغوط الجيوسياسية والدينية التي تحكمه حالياً".