ماذا قالت أندرسون لبنكيران الغارق هذه الأيام في حروب على واجهات كثيرة. قالت له استنادا إلى دراسة قام بها البنك الدولي في المغرب همت أكثر من 3000 مغربي كلهم شباب تترواح اعمارهم بين 18 و29 سنة، أي الفئة التي تشكل 30 في المائة من سكان المملكة الشريفة، قالت أندرسون إن هذه الفئة ليس فقط تعاني من البطالة ومن التهميش بل إن هذه الفئة أصبحت في خطر أكبر وتعاني من داء فقدان الأمل في العثور على عمل، ولهذا فإنها أحجمت عن البحث عن فرصة شغل في سوق الشغل. إن كان هناك سوق لمثل هذه السلعة في المغرب(الجملة الاخيرة من عندي ).
أن يعاني شاب في مقتبل العمر من البطالة شيء وأن يفقد الأمل في إمكانية أن يعثر على عمل شيء آخر تماماً .
30 في المائة اليوم من مجموع الشعب المغربي تشكل او ستشكل أقلية معطلة. Une minorité de blocage خطيرة جداً. وقد تكون سببا في تحولات سياسية كبيرة، وقد تكون سببا في المس بالاستقرار واتساع رقعة كل انواع الخاطر، من التطرف الديني والعرقي، الى الجريمة المنظمة وغير المنظمة والمخدرات والهجرة غير الشرعية وصولا الى ( الارهاب ) والى الهجرة الى كل بؤر التوتر خارج المغرب في انتظار ان تنفجر الأوضاع في بلادهم (لا ننسى ان شباب مغاربة كثر شاركوا ويشاركور في حروب القاعدة في افغانستان والعراق ومالي والجزائر وسوريا الان وغذا لا نعرف اين ولمن سيقدمون خدماتهم الجهادية بعد ان لم يعودوا صالحين في أوطانهم لتقديم خدمات اخرى).
قبل اربع سنوات أجرى معهد امريكي متخصص دراسة حول دور الشعور بالامل لدى فئران تجارب في التشبث بالحياة والدفاع عنها. قسم الباحثون مجموعة فئران من إعمار مختلفة الى فئتين، الاولى جعلوها في حوض سباحة لا مكان فيه لقطعة يابسة للاستراحة(مع العلم ان الفئران لا تستطيع البقاء فوق الماء مدة طويلة. فهي تحتاج دائماً للخروج من الماء)وجعلوا الفئة الثانية من الفئران في حوض سباحة اخر به مكان يابس للاستراحة.
تركوا المجموعة الاولى تسبح دون ان تكون لها فرصة العثور على مكان يابس للاستراحة، ولما شارفت على الغرق ولم تعد تقاوم الماء، اخرجوها من الحوض. اما المجموعة الثانية التي كانت امام فرصة العثور على مكان يابس للاستراحة فقد تمكنت من العيش ومن الوصول الى شط النجاة.
بعد مرور مدة كافية على استراحة المجموعة الاولى التي كانت في خطر،مروا الى المرحلة الثانية من التجربة ، وضعوا الفئران جميعهاالمجموعة الاولى و الثانية في حوض سباحة واحد، وتركوا الفئران الذين مروا من تجربتين مختلفتين يخوضون تجربة جديدة مع بعضهم في حوض سباحة واحد لا يوفر اي فرصة للنجاة اي بلا قطعة يابسة ، فماذا جرى ؟
الفئة الاولى التي عاشت تجربة سابقة فاشلة بلا امل في النجاة، استسلمت للغرق بسرعة كبيرة ولم تبذل مجهودا يذكر في البقاء على قيد الحياة في حوض الماء ،اما الفئة الثانية التي عاشت تجربة ناجحة في السباحة في الحوض النائي الذي به مساحة للنجاة وفرصة للامل،فقد قاومت الغرق مدة أكبر، وظلت تسبح فوق الماء بحثا عن حبل النجاة وقتا اطول من المجموعة الاولى التي كانت لها تجربة فاشلة في المرة الاولى.
العبرة من هذه التجربة، هو ان الأمل في النجاة يعطي للحيوان طاقة اكبر على مواجهة المخاطر وقدرة اكبر على الصمود امام المشاكل والتحديات ، اذا كان هذا يحصل مع الفئران فكيف مع الانسان. ؟
هذا هو الفرق بين شاب يبحث عن العمل في المغرب وهو يحمل أملا في امكانية ان يحصل عليه لان بلاده تتطور، وحكوماته تتغير، وسياساته تبحث عن حل للمشكلة. وبين شاب لم يعد يبحث عن العمل لانه يائس من امكانية الحصول عليه ومن امكانية إصلاح بلاده. من امكانية التغيير ، هذا الشاب مثله مثل الفئران في المجموعة الاولى لن يقاوم الياس ولا الإحباط ولن يبذل مجهودا في الحصول على فرصة للعيش الكريم فوق هذه الارض. الفرق بينه وبين الفار في المجموعة الاولى ان الاول يستسلم للغرق وحده، اما الثاني فانه سياخذ معه آخرين في طريقه الى الهاوية.