اشتد عود حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا بعد سيطرتها شبه التامة على شمال مالي، مما جعلها تهدد حكومات الدول المجاورة لمالي، فقد قامت هذه الحركة مؤخرا بتوجيه بيان إلى شعوب كل من الجزائر والمغرب و موريتانيا، تدعوهم فيه إلى الثورة للتخلص من الطغاة، و دعت في هذا البيان العسكريين إلى الكف عن الدفاع عن الانظمة القائمة، كما هاجمت حكومة عبد الإله بنكيران معتبرة أن الشعوب ستكشف حقيقة حكومات الإسلاميين وسيعرفون أنهم "تخلوا عن إيمانهم واتبعوا الكذب لكي يعجب بهم الغرب الكافر وحبا في السلطة والاستبداد".
و كان نشاط حركة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" قد برز منذ أواخر سنة 2011، بعد أن أفادت تقارير بانفصالها عن تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" لكي تنشر فكر الجهاد في غرب إفريقيا بدلا من أن تكتفي فقط بمنطقة الساحل، و ازدادت الحركة قوة بعدما نجحت في احتلال شمال مالي، حيث تمكنت من استغلال حالة التوتر الأمني التي شهدتها البلاد إبان الانقلاب العسكري الذي وقع في 22 مارس 2012 فسيطرت على المدن الرئيسية في شمال مالي وهددت بعد ذلك بتوسيع عملياتها في عموم منطقة غرب إفريقيا، بهدف تطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية.
و سبق لجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، أن قامت خلال الأيام القليلة الماضية بإعدام دبلوماسي جزائري كانت تحتجزه رفقة دبلوماسيين آخرين منذ الخامس من أبريل الماضي.