وسط الإخفاقات التي لم تعد تفاجئ أحدا و وسط الانتكاسة التي تعيشها الرياضة المغربية، استطاع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين مثلوا المغرب في الألعاب البارالمبية من الظهور بشكل جيد خاصة في مجال ألعاب القوى فقد أهدوا المغرب ست ميداليات ثلاث منها ذهبية و الثلاثة الباقية من البرونز، ليحتل بذلك المغرب الرتبة 37 في سبورة الترتيب.
إنجاز كبير حققه المغرب في هذه الألعاب، فما لم يستطعه الأسوياء قام به ذوي الاحتياجات الخاصة، و في مقارنة بسيطة بين المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية والمشاركة في الألعاب الموازية، فقد احتل الأسوياء المركز 79 عالميا جنبا إلى جنب مع دولة أفغانستان التي أنهكتها الحروب، برصيد ميدالية نحاسية وحيدة أحرزها عبد العاطي إيكيدر، ورغم أنه أنفقت أموال طائلة لإعداد الرياضيين المغاربة لتمثيل المغرب خير تمثيل في عاصمة الضباب غير أن النشيد الوطني المغربي لم يسمع له صدى خلال الألعاب الأولمبية.
خيبة الأمل هاته بدأت حتى قبل انطلاق الأولمبياد بفضيحة المنشطات التي أطاحت بكل من مريم العلوي السلسولي و أمين لعلو اللذان كان المغرب يعول عليهما لانتزاع ميداليتين في اختصاصهما، فبعدما كان يراد لألعاب لندن أن تعيد الرياضة المغربية إلى السكة بفعل مشاركة المغرب بأكبر وفد له في تاريخ الأولمبياد حيث بلغ هذا الوفد 75 رياضيا و رياضية شاركوا في 12 نوعا رياضيا، حصل العكس وتم رسم صورة سوداء عن الرياضة والرياضيين في المغرب خاصة بفعل فضيحة المنشطات.
بالمقابل شارك المغرب في الألعاب الموازية بثلاثين رياضيا من بينهم 15 عداء وعداءة في ألعاب القوى و11 في الكرة الطائرة جلوس و3 في رفع الأثقال ولاعب واحد في كرة المضرب على الكراسي المتحركة، و استطاع أن يحرز ست ميداليات نصفها من المعدن النفيس، فقد كان الذهب من نصيب نجاة الكرعة في مسابقة رمي القرص (إف 40) والأمين شنتوف في سباق 5000م (ت 13) وعز الدين النويري في مسابقة دفع الجلة (إف 34)٬ فيما كانت الميداليات النحاسية من نصيب نجاة الكرعة في مسابقة رمي الكرة الحديدية (إف 40)، وعبد الإله مام في سباق 800م (ت 13) ومحمد أمكون في مسابقة 400م (ت 13).
انجازات ذوي الاحتياجات الخاصة جعلت وزير الشباب و الرياضة يعبر عن اعتزازه بهم، وقام بالكشف أيضا عن وجود مناصب في وزارته تنتظر الحاصدين للمداليات تطبيقا للمسطرة المعمول بها في مثل هذه المناسبات.