التبوريدة، كلمة مشتقة من كلمة "البارود"، هي فن مغربي أصيل في عالم الفروسية، يعود إلى القرن السادس عشر. ومن خلالها يتم إعادة تمثيل هجوم عسكري شنه فرسان عرب وأمازيغ على أعدائهم.
وللتبوريدة بعد روحي، خصوصا وأن الحصان كحيوان مقدس في الدين الإسلامي يعتبر عمودها الفقري، وترتبط أساسا بالأعياد والمناسبات الوطنية والمواسم والأفراح العائلية.
فقبل الشروع في تقديم العروض أمام الحاضرين، يحرص الفرسان على الاعتناء بأبسط تفاصيل راحة أحصنتهم، وبعد الانتهاء من ذلك، يقومون بترويض خيولهم ودفعهم للاستئناس بالميدان الذي يسمى المحرك، والذي يتراوح طوله بين 151 و200 متر، ويقدمون التحية للحاضرين.
وتتكون مجموعة الفرسان، التي يطلق عليها اسم "السربة" من 11 إلى 15 فارسا، يترأسهم المقدم أو العلام، الذي يكون دائما في الوسط، ويعطي أوامره للفرسان من أجل التحرك في شكل منسق، كما يعطي أوامره لإطلاق البارود.
وينتهي العرض بطلقة تخرج من فوهة البنادق بشكل متزامن، يتم التدرب عليها من قبل.
ويحتفل المغاربة في الأعراس والمواسم والحفلات، بعروض التبوريدة، كما تنظم مسابقات لهذا الفن التراثي كل سنة في مختلف مناطق المغرب، وتتأهل المجموعات الفائزة للتباري في مباراة وطنية بدار السلام أثناء احتفالية "أسبوع الفرس".
وتتألف عناصر التبوريدة من جزأين أساسيين: الهدة وهي التحية وحركة البنادق في أيادي الفرسان، والطلقة وهي سباق الخيل الذي ينتهي بطلقة جماعية قوية ومتزامنة. ويتم التركيز على درجة الالتزام بالاصطفاف، وجودة انطلاق السربة، واللباس التقليدي للفرسان، وطقم الخيول، ومدى فنية حركات البنادق ودقتها، ثم تزامنية طلقات البارود.
ويتجمع على جنبات ميدان "التبوريدة"، العديد من عشاق هذا الفن التراثي، لكي يتابعوا إبداعات الفرسان.
وفي دحنبر من 2021، نال هذا الفن العريق اعترافا دوليا، وأدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي.