لا زال الجدل مثارا حول حادثة يوم الاثنين الماضي، هذه الحادثة التي وقعت على مستوى الطريق الرابطة بين ورزازات و مراكش و بالضبط في مقطع تيشكا المعروف بمنعرجاته الخطيرة، و التي أسفرت عن أكثر من أربعين قتيلا، إضافة إلى عدد من الجرحى.
ضحايا الحادثة "عديمو التربية" !!!
وصفت النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة و المعاصرة الذي يتموقع في المعارضة، ضحايا الحادثة التي وقعت يوم الإثنين الماضي بـ"عديمي التربية"، و ذوو المستوى التعليمي المتدني مستدلة بذلك على أنهم ركبوا الحافلة وهم على علم بحالتها الميكانيكية إضافة إلى ازدحامها.
كلام النائبة البرلمانية هذا جاء ردا على اقتراح من الصحفي بوبكر توفيق بإقامة نصب تذكاري لضحايا الحادثة، لترد عليه أن لا فائدة من إقامة هذا النصب لأنه سيشوه صورة المغرب، خصوصا عند السياح، و اقترحت بدل ذلك تشديد المراقبة على الحافلات، و حملت مسؤولية الحادثة للراكبين الذين وصفتهم بغير المتعلمين.
ردود أفعال غاضبة
لم يتقبل الكثيرون أن تصدر مثل هذه التصريحات من نائبة برلمانية يجدر بها أن تدافع عن الشعب الذي منحها أصواته بدل أن تصفه بأبشع الأوصاف، على حد ما جاء في كثير من التعاليق في مواقع التواصل الإجتماعي، و رد بعضهم بالقول أن الحافلة كانت تقل عدد كبير من الطلبة الجامعيين وعدد كبير من المتعلمين" و " لاينبغي تحميل هؤلاء المساكين مسؤولية عدم مراقبة الحافلات ميكانيكيا التي هي مسؤولية الحكومة" يضيف المعلقون ذاتهم.
و تساءل البعض بسخرية هل كان يفترض في الركاب أن يكتروا سيارات رباعية الدفع، من أجل السفر إلى قراهم ومداشرهم الواقعة في أقصى أرض المغرب؟ وإذا كانوا على عجلة من أمرهم فما عليهم إلا أخذ طائرة إلى ورزازات !!!، فيما قام البعض الآخر بإنشاء صفحة تطالب بشرى المالكي بالرحيل.
لكن البعض التمس عذرا للنائبة البرلمانية بحكم معلوماتها الشخصية في الفايسبوك كما جاء في مقال لمحمد الخضيري "...فقد درست في ثانوية ليوطي قبل أن ترحل لفرنسا وتدرس بجامعتها وتعود إلى أرض الوطن لهذا ربما لم تضطر يوما إلى ركوب حافلة أو قطار أو سيارة أجرة مغربية، وربما تجهل أن التنقل من مدينة إلى أخرى في المغرب يصبح في الكثير من الأحيان عملية جراحية دقيقة قد تنقلب في أي لحظة إلى مأساة، وأن كل الطرق غير معبدة، وكل خطوة تقود إلى جحيم مغربي يزوقونه بماكياج تحديث زائف... أظن أن السيدة المالكي لا تعرف قصيدة جميلة للسان الدين بن الخطيب اسمها جاءت معذبتي.. ربما أحد أبياتها إن اجتزأناه من السياق يدل كثيرا على حال ضحايا تيشكا ويجيب على اندهاش "المناضلة الأصيلة والمعاصرة" من ركوبهم الحافلة رغم حالتها والفوضى التي كانت عليها: من يركب البحر لا يخشى الغرق..."
حزب الأصالة و المعاصرة في موقف حرج
تصريحات بشرى المالكي هاته جعلت أعضاء من حزبها يقفون في الصف المناهض لها من أمثال مهدي بن سعيد الذي طلب منها تحمل مسؤولية ما كتبته في مواقع التواصل الاجتماعي، و عمر العلوي عضو المجلس الوطني و لجنة العلاقات الدولية في الحزب الذي أدان تصريحات بشرى، و طالبها بالاعتذار.
ويبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة قرر وضع حد لهذا الجدل، فقد قرر مكتبه السياسي عقد اجتماع يوم غد لتدارس تصريحات بشرى المالكي.