ولعه وانشغاله معظم الوقت بالموسيقى، كان السبب وراء تأخره في الحصول على شهادة البكالوريا، حيث حصل عليها وهو سن التاسعة عشرة، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة ستراسبورغ بفؤنسا لمواصلة مشواره الدراسي في شعبة الفيزياء.
ويؤكد هذا الموسيقي، الذي ينحدر من مدينة طنجة أن عشقه للموسيقى وشغفه بها انطلق من مدينته وقال "في طنجة وطوال فترة شبابي، كان لدي أصدقاء من جنسيات مختلفة، فرنسيين، وأمريكيين، وروسيين، وبريطانيين ... جميعنا كنا شغوفين بموسيقى الروك، والهارد روك، والباور بوب" وزاد قائلا "بلا شك، كان لتاريخ المدينة دور كبير في ولعي بالموسيقى. كما كان للقصص التي كنا نسمعها من آبائنا وأجدادنا عن الحقبة الدولية لطنجة، وحول الشخصيات الشهيرة التي كانت تأتي إليها من بقاع العالم دور مهم أيضا، من بينهم موسيقيين وممثلين ومخرجين ... كانت طنجة مدينة غنية سياحيا وأيضا ثقافيا".
"تشبعنا بالموسيقى الأوروبية والأمريكية والروك، دون أن ننسى ثقافتنا المغربية والمتوسطية التي نفهم حساسيتها الفنية جيدًا."
وأثناء تواجده في الحرم الجامعي بفرنسا، التقى يوسف بالعديد من الموسيقيين وتعلم العزف على الغيتار. وقال "مثل العديد من الأطفال في طنجة، تلقيت دروسًا في العزف على البيانو، لكنني كنت أقل شغفًا بهذه الآلة الموسيقية".
تعلم يوسف عزف عدة مقطوعات موسيقية، للعديد من فرق الميتال كـ "ميتاليكا" و"أبرون مايدن" وغيرهما، بفضل أحد زملائه الإيطاليين، في الحرم الجامعي. ومع مرور الوقت بدأ يوسف يتألق ويتفنن في العزف يوما بعد يوم، ويكتشف فرقا موسيقية أخرى.
وبعد تخرجه وحصوله على شهادته في الهندسة، وجد وظيفة في إنجلترا، وانتقل للعيش هناك، كما أصبح عازف غيتار في فرقةBlue Green ، وهي فرقة روك بلوز تضم فنانين من جميع أنحاء: عازف طبول تشيلي، ومغني روماني، وعازف غيتار آخر فرنسي وقال "لقد كانت مجموعة دولية، وبفضل ثقافاتنا المختلفة أنشأنا عالمنا الخاص، كان فريدا في الثمانينيات والتسعينيات".
احتكاكه مع فنانين متمكنين، سمح لعازف الجيتار المغربي برفع مستوى عزفه وأدائه من خلال الارتقاء إلى مستوى أعلى، سواء على خشبة المسرح أو في الاستوديوهات. خلال هذا الوقت، كان شقيقاه يدرسان في الجامعة بإسبانيا، منذر (الملقب بمونز) تخصص هندسة الصوت، ونوفل "الملقب بناو" في مجال الصيدلة من أجل العودة وتسيير صيدلية والده في طنجة، إذ كان أبوه الراحل مصطفى، يملك واحدة من أقدم الصيدليات في المغرب، وكان أول مغربي مسلم يملك صيدلية في طنجة، حيث كانت أغلب الصيدليات في تلك الفترة مملوكة لأجانب أو مغاربة من الديانة اليهودية.
لكن قبل العودة إلى مسقط رأسهما، أعلن شقيقا يوسف، في نهاية التسعينيات، أنهما وقعا عقدًا مع شركة إنتاج لتسجيل ألبوم في إسبانيا. وقال يوسف "أخذت تذكرة طائرة ذهابًا وإيابًا إلى غرناطة وقمنا بعمل ألبومنا في مدريد، في عام 1999، تحت اسم مجموعة Anegay. كنا نعزف موسيقى الباور بوب. تكلفت شركة وارنر بالتوزيع، وقمنا بجولة العرض التقديمي، وشاركنا في برامج تلفزية في إسبانيا".
"لازالت أتذكر، عندما سمعنا إحدى أغنياتنا تُذاع لأول مرة في الإذاعة الإسبانية. كنا في طريقنا إلى غرناطة. توقفنا أثناء سماع المذيع يقدمنا بطريقة فريدة كمجموعة مغربية جديدة تعزف موسيقى الروك، ثم استمعنا إلى أغنيتنا "لون الحقيقة". كانت لحظة ساحرة".
بعد نجاح الألبوم الأول باللغة الإنجليزية، أصبحت شركة التسجيلات، تمارس الضغط على الفرقة من أجل إصدار ألبوم باللغة الإسبانية. وقال "بالنسبة لنا، موسيقى الروك تُغنى في الأساس باللغة الإنجليزية، خاصة وأن الفرق الأسطورية في ألمانيا أو السويد، غنت بالإنجليزية. وقتها بدأنا في التفكير في الانتقال إلى إنجلترا، واخترنا فسخ العقد مع الشركة ". وانتقل الإخوة إلى جنوب شرق لندن، حيث أسسوا سنة 2003 مع بعضهم البعض فرقة أطلقوا عليها اسم " Lazywall
فرقة Lazywall
اسم Lazywall مستوحى من أغنية لـ Anegay ، بعنوان " The lazy wall of Kacem" وكتبها منذر الملقب بمونز تحكي الأغنية "قصة قاسم الذي استقر عند سفح سور المعكازين بطنجة لينظر إلى الأفق والبحر وإسبانيا على الجانب الآخر. يحلم ويتساءل عما تعنيه هذه النظرة بالنسبة له من حيث التوقعات المستقبلية"، وبحسب يوسف "فمن خلال تغيير أسلوبنا مقارنة بأنيغاي، دخلنا أكثر إلى الميتال الذي أحببناه جميعًا".
لكن في السنة نفسها، ترك يوسف الفرقة ليكرس نفسه لعائلته الصغيرة ومولوده الجديد، وقال : "حل عازف الجيتار الإنجليزي (جون) محلي ، لكن إخوتي كانوا يرسلون لي دائمًا عروضًا أولية وأعطيتهم تعليقاتي، لذلك لم أكن خارج الفرقة"
بعد ذلك قامت المجموعة بجولات في الولايات المتحدة وجمهورية التشيك وفرنسا وإنجلترا ودول أخرى.
ويتذكر يوسف أنه "آنذاك كانت الانطلاقة الحقيقية للفرقة على المستوى الدولي"، وفي 2006 قرر أعضاؤها المشاركة في مهرجان L'Boulevard في الدار البيضاء.
"صعد ناو على خشبة المسرح، واقترب من الميكروفون لتحية الجمهور، الذي توقع رؤية فرقة أجنبية. تم تقديمنا كفرقة إنجليزية. لكن ناو رأى الجمهور عندما ألقى سلامًا بالدارجة. كانت نقطة تحول بالنسبة لنا. لقد غمرنا شعور حقيقي بالحب وعرفنا أن الوقت قد حان للعودة إلى الوطن".
بعد ذلك بدأت فرقة Lazywall تدخل بعد الإيقاعات المغربية في أغانيها، وتعاونت مع العازف يونس فخار.
ويعمل يوسف أنڭاي عن بُعد مع الفرقة منذ عدة سنوات، وأوضح "يسجل كل منا مقطوعة موسيقية ونتدرب عليها عن طريق الفيديو، ثم نلتقي قبل أسبوع من الحفلات الموسيقية لنتدرب معًا"، وأصدرت الفرقة ألبومها الخامس في أوائل عام 2022 ، تحت عنوان Zoochosis ، وتولى الإنتاج، منتج إنجليزي.
وبخصوص موسيقى الروك في المغرب، يعتقد يوسف، أن المجموعات المحلية، باتت أمامها مساحات للاشتغال "قبل خمسة عشر عامًا ، لم تكن المجموعات الموجودة في البلاد تصعد للخشبة كثيرا، ولم تكن تظهر على شاشات التلفزيون، اليوم لدينا الأنترنيت، وأيضا البرامج التلفزية الفنية. كان لدينا شرف المشاركة في برنامج Korsa على القناة الثانية. كنا أول فرقة روك مغربية تقدم عرضًا حيًا في التلفزيون الوطني.