أقدمت قيادة جبهة البوليساريو على نشر مليشياتها المسلحة في مخيمات تندوف خوفا من اندلاع تظاهرات بالتزامن مع زيارة وفد مؤسسة كينيدي للعدالة و حقوق الإنسان، و كانت عدة منابر إعلامية مغربية قد تناقلت وثيقة مسربة أعطى فيها محمد ولد عبد العزيز المراكشي زعيم الجبهة الإنفصالية تعليماته لاتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة قصد منع أي نوع من التظاهر والاعتصام بالمخيمات٬ وخصوصا أمام مقر الكتابة العامة لـ"البوليساريو"٬ وطالب بفرض حظر التجول والتنقل أثناء زيارة هذه البعثة الحقوقية.
أما القناة الثانية فقد نقلت بالصوت و الصورة من خلال فيديو التقط عبر هاتف نقال القمع الذي يتعرض له سكان المخيمات على يد مليشيات البوليساريو، بحيث أظهر الفيديو مجموعة من النساء و الأطفال يفرون من هذه الميليشيات التي منعتهم من تنظيم مظاهرة للتعبير عن سخطهم على الواقع الذي يعيشونه.
وفد كينيدي استبق زيارة مخيمات تندوف بزيارة للأقاليم الجنوبية و للعاصمة الرباط حيث التقى مع مسؤولين مغاربة، و كان السفير الأمريكي بالمغرب صامويل كابلان قد قال عقب زيارة الوفد الأمريكي سالف الذكر أن المواقف التي عبرت عنها كيري كينيدي٬ رئيسة مؤسسة "روبيرت كينيدي" للعدالة وحقوق الإنسان٬ لا تعكس الموقف الأمريكي الثابت من ملف الصحراء والقائم على دعوة الأطراف إلى الدخول في مفاوضات جدية من أجل إيجاد حل نهائي لهذه القضية التي عمرت طويلا.
و علاقة بالموضوع نقلت جريدة المساء في عددها الصادر يوم أمس الخميس٬ عن مصدر قريب من سفير الولايات المتحدة قوله إن "مواقف كينيدي مواقف شخصية بحتة ولا تعني أي شيء بالنسبة للسياسات الخارجية الأميركية".
وأضاف أن "هذا الموقف يعني مؤسسة بعينها٬ لذلك فإن الولايات المتحدة متمسكة بدعم مسلسل التفاوض بين الأطراف٬ ولا يمكنها البتة أن تغير موقفها بمجرد تصريحات جاءت على هامش زيارة قامت بها كينيدي إلى المغرب مؤخرا".
وأكد المصدر ذاته أن "الولايات المتحدة لا تنظر إلى مواقف الأشخاص والمؤسسات في تعاملها مع حلفائها٬ بقدر ما تنظر إلى عمق علاقاتها معهم".
فيديو قمع سكان المخيمات كما عرضته القناة الثانية