بعد استدعاء سفيرها في مدريد، وتهديدها بمراجعة أسعار الغاز، بدأت الجزائر في وضع عقبات أمام استيراد المواشي من إسبانيا، وذلك بعد أسابيع من قرار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز تغيير موقف بلاده من نزاع الصحراء.
وقالت صحيفة "لارازون" الإسبانية، إن "الأضرار الناجمة عن تغيير موقف حكومة بيدرو سانشيز بشأن الصحراء والإطار الجديد للعلاقات مع المغرب، بدأت تظهر شيئا فشيئا". وأضافت أنه بعد يومين من الإعلان عن القرار، شرعت السلطات الجزائرية "في وضع عقبات بيروقراطية أمام دخول الماشية الحية من إسبانيا"، وتابعت أنه "مع مرور الأيام، زادت هذه "العوائق" وسرعان ما أدت إلى إغلاق فعلي للسوق الجزائرية أمام المزارعين والمشغلين التجاريين الإسبان".
وتابعت الجريدة الإسبانية أنه "قد يبدو الأمر ثانويًا في السياق العالمي للعلاقات التجارية بين إسبانيا والجزائر، إذا تمت مقارنة الحجم الاقتصادي لمبيعات الماشية لدينا مع واردات الغاز من هذا البلد، لكنها حقيقة مهمة. على حد علمنا، قررت حكومة الجزائر رفع سعر الغاز، الذي دائمًا ما يكون ذو طبيعة استراتيجية بالنسبة لإسبانيا، ولكن بشكل أكبر في الوقت الحالي".
فيما ذكر موقع " lagacetadesalamanca" أن الجزائر تعد إحدى الوجهات الرئيسية لصادرت اللحوم الإسبانية، إلى جانب ليبيا ولبنان. وتابع أن الجزائر فضلت التوجه إلى السوق الفرنسية، بعد وضع حد للأزمة الدبلوماسية بينهما، والتي استمرت لأكثر من سنة.
وبالإضافة إلى ذلك، تسعى الجزائر إلى التقارب مع إيطاليا على حساب إسبانيا، ويوم الإثنين وقعت اتفاقا لزيادة كميات الغاز المصدر إلى إيطاليا، وذلك بحضور الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي.
يذكر أن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، كان قد بعث برسالة إلى الملك محمد السادس يوم 14 مارس الماضي، اعتبر فيها أن مبادرة "الحكم الذاتي" التي قدمها المغرب سنة 2007 "بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" حول الصحراء.