كشفت "مصادر دبلوماسية" في مدريد لصحيفة "إلكوفيدونسيال ديخيتال" أن إدارة بايدن تجاهلت طلبًا تقدمت به الحكومة الإسبانية للتوسط لها مع الجزائر لإعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يمر عبر المغرب. وأضافت المصادر ذاتها أن قصر "المانكلوا" تقدم بطلب في هذا الصدد إلى البيت الأبيض، عشية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 30 مارس إلى الجزائر.
واقترح الأمريكيون على الحكومة الإسبانية، نسيان مشروع إعادة تنشيط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي تم إغلاقه منذ 31 أكتوبر. وتعهدوا بالمقابل، بتكثيف صادراتهم من الغاز إلى الجارة الشمالية، حسب ما أفادت به المصادر ذاتها.
وتظهر الإحصائيات الرسمية لشهر مارس التي أصدرتها شركة Enagás، المسؤولة عن صيانة وتطوير البنية التحتية للغاز في إسبانيا، أنه في الربع الأول من هذا العام، مثلت واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة 43٪ من استهلاك اسبانيا. مؤكدة أنها تضاعفت ست مرات تقريبًا (+ 459.9٪) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، حيث انتقلت من 7،472 جيجاوات ساعة في الربع الأول من عام 2021 إلى 41،839 جيجاوات ساعة في نفس الفترة من عام 2022.
ووعدت إدارة بايدن، بتحويل إسبانيا إلى مركز للغاز، قادر على تقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي.
ويشكل الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، الذي بدأ بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير الماضي، فرصة حقيقية للأمريكيين لتنفيذ هذا المشروع وبالتالي حرمان الروس من مكاسب مالية كبيرة.
وتخطط الولايات المتحدة، لإنتاج سنوي يبلغ 60 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، والاستفادة من ستة مرافق إسبانية لإعادة تحويل الغاز، وهي أكبر شبكة في أوروبا، من أجل تغطية احتياجات دول الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس جو بايدن، قد تعهد في 25 مارس، لرئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، بضمان ما يقرب من 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الإضافي للسوق في عام 2022.
ويذكر أنه في اليوم الموالي لزيارة أنطوني بلينكين للجزائر، كشف المبعوث الجزائري للصحراء الغربية ودول المغرب العربي عمار بلاني، في تصريح للصحافة، أن رئيس دبلوماسية الولايات المتحدة "لم يتطرق لقضية إعادة فتح أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي"، خلال محادثاته مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.