أثار المسلسل التاريخي "فتح الأندلس"، الذي تعرضه عدة قنوات عربية خلال شهر رمضان الحالي، موجة من الجدل في المغرب، خصوصا حول أصول شخصية القائد طارق بن زياد.
ويحاول المسلسل الذي أخرجه الكويتي محمد العنزي، ويشارك فيه ممثلون من عدة دول عربية، ويجسد فيه الممثل السوري سهيل جباعي شخصية طارق بن زياد، والممثل المغربي هشام بهلول شخصية شداد، صديق طارق بن زياد وقائد جيوشه، أن يسلط الضوء على فترة فتح طارق بن زياد مدينة طنجة وسبتة ثم الأندلس.
وبدأ الجدل من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديدون عن غضبهم مما وصفوه بـ"تزوير التاريخ"، وانتقل فيما بعد إلى المؤسسات الرسمية في المغرب.
ورفع الناشط الأمازيغي، رشيد بوهدوز، دعوى قضائية ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بسبب بث القناة الأولى للمسلسل، وطالب في مقال استعجالي موجه إلى رئيس المحكمة الابتدائية بالرباط، باستصدار "أمر استعجالي" يأمر بإيقاف بث المسلسل.
واعتبر في المذكرة الموجهة إلى رئيس المحكمة أن المسلسل يتضمن عدة مغالطات تاريخية من "شأن الاستمرار في نشرها وبثها التشويش على القناعات الوجدانية المكونة لدى المواطنون تجاه تاريخهم وهويتهم وجغرافية بلدهم".
#فتح_الأندلس: مسلسل يحكي تاريخ المسلمين وانتصاراتهم العظيمة إلى أن وصلوا إلى قارة أوروبا. يأتيكم يوميًا على شاشة #قناة_SBC الساعة 9:00 مساءً خلال شهر رمضان. #رمضان_عندنا pic.twitter.com/AATG9XYQYO
— SBC channel (@SBC_Channel) April 5, 2022
وأضاف أن "المسلسل يقدم الشخصيات المغربية بشكل مهين وساذج عبر تصوير المغاربة كأتباع لموسى إبن نصير ومعاونيه من المشرق، باعتبارهم لا يملكون أي إرادة في تقرير مصير البلاد إلا بتخطيط وأوامر من هؤلاء".
وقبل القضاء، كان الجدل حول هذا العمل قد وصل إلى قبة البرلمان حيث وجه النائب المهدي الفاطمي عن حزب الاتحاد الاشتراكي سؤالاً كتابياً إلى وزير الثقافة، قال فيه إن المسلسل "اقتنته القناة الأولى من المال العام لا يولي أهمية للتراث المغربي، وللحقيقة التاريخية للبطل، ولم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي".
وأضاف أن المسلسل "أُنتج خارج المغرب من دون مشاركة المغاربة في التأليف ومن دون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات"، وأنه "مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويراً لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة".
وكان مسلسل "فتح الأندلس" الذي رصدت له ميزانية فاقت 3 ملايين دولار، قد أثار الجدل في الجزائر أيضا، حيث اتهمه بعض الجزائريين بتجاهل "أصول طارق بن زياد الجزائرية".