بعد إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب، تواصل الجزائر خسارة حصتها في سوق الغاز الإسباني للشهر الثالث على التوالي، وأصبحت الولايات المتحدة تتصدر قائمة الموردين إلى إسبانيا، بدل الجزائر وفقًا لآخر الإحصاءات الرسمية لشهر مارس من شركة "إيناجاز"، المسؤولة عن صيانة وتطوير البنية التحتية للغاز في إسبانيا.
وعزز الأمريكيون حصتهم في السوق الإسبانية بنسبة 43.3٪ من إجمالي الاستهلاك. ففي الربع الأول من هذا العام، زادت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ستة أضعاف تقريبًا (+ 459.9٪) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، حيث ارتفعت من 7472 جيجاوات ساعة في الربع الأول من عام 2021 إلى 41839 جيجاوات ساعة في نفس الفترة من عام 2022.
من ناحية أخرى، انخفضت مشتريات إسبانيا للغاز من الجزائر، في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022 بنسبة 32.9٪ ، لتغطي 26.1٪ فقط من الاستهلاك، وفقًا لما نشرته وسائل إعلام إسبانية.
وقبل قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي – الأوروبي، في نهاية أكتوبر الماضي، كانت صادرات الغاز من الولايات المتحدة إلى إسبانيا تمثل 16٪ فقط في شتنبر 2021. بالمقابل مثل حجم الغاز الجزائري الذي تم تصديره ع طريق أنبوبي ميد غاز، والأنبوب المار عبر المغرب حوالي 46 ٪ من إجمالي الواردات الإسبانية.
ولوحظ الاتجاه التنازلي لصادرات الغاز الجزائرية باتجاه إسبانيا في إحصاءات دجنبر 2021 لشركة "إيناجاز"، والتي أظهرت أن الغاز الطبيعي المسال الذي يدخل السوق الإسبانية بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال يمثل ما يقرب من 70٪ من إجمالي وارداتها مقارنة بـ 52.4٪ في نفس الشهر من عام 2020. وبخصوص الغاز عن طريق خط الأنابيب، فقد انخفض بشكل حاد، حيث يمثل 31.2٪ فقط مقابل 52.4٪ خلال نفس الفترة من عام 2020.
ويأتي إعلان "إيناجاز" عن هذه الأرقام في الوقت الذي أكدت فيه تيريزا ريبيرا، النائبة الثالثة لرئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة التحول البيئي، قرار الجزائر بمراجعة سعر الغاز المصدر لإسبانيا، كرد على قرار رئيس الحكومة بيدرو سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007
يذكر أنه في 25 مارس الماضي، تعهد الرئيس جو بايدن لرئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بأن يضمن في عام 2022 ما يقرب من 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الإضافي للسوق الأوروبية.