تتفاوض الحكومة الإسبانية مع السلطات الجزائرية لإعادة فتح خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب. وبحسب ما كشفت عنه صحيفة "ميركا 2" فإن "مصادر من قطاع الطاقة" في الجارة الإيبيرية، أكدت أنه تم إجراء اتصالات "على أعلى مستوى" بين ممثلي الحكومتين بهدف إعادة تنشيط خط أنبوب الغاز المغاربي الأوربي.
وأضاف المصدر نفسه، أن شركة Naturgy ، التي كان لها الحق في تشغيل خط الأنابيب حتى انتهاء العقد في 31 أكتوبر، تتابع مسار هذه المفاوضات باهتمام كبير. ونقلت الصحيفة عن المصادر ذاتها "تفاؤلها" خاصة بعد المحادثات الهاتفية التي جرت في 6 مارس بين عبد المجيد تبون وبيدرو سانشيز والتي أعطت سببا للأمل في تغيير موقف الجزائر من هذا الموضوع.
ولم يكن للقرار الجزائري بعدم تجديد عقد خط أنبور الغاز المغاربي الأوربي، تأثير فعلي على توريد هذا المنتج إلى السوق الإسبانية، حيث سرعان ما عوضت الجارة الإيبيرية، هذا الإغلاق بطرق أبواب الولايات المتحدة لضمان احتياجاتها من الغاز. ففي فبراير الماضي، اشترت إسبانيا 12472 جيغاواط/ساعة من الولايات المتحدة، أي 32.9٪ من إجمالي واردات الغاز، مقابل 8801 من الجزائر، وهو ما يمثل 23.2٪ فقط.
الولايات المتحدة تسير في نفس الاتجاه
ولا تخلو وساطة بيدرو سانشيز من حسابات سياسية، حيث تتيح له تطورات الأوضاع في الأراضي الأوكرانية، الفرصة لانتزاع اعتراف إدارة بايدن بتأثيره على الساحة الدولية.
وقبل اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير، كانت الولايات المتحدة تبحث بنشاط عن دول قادرة على استبدال الغاز والنفط الروسي، لا سيما لتزويد سوق الاتحاد الأوروبي. فبعد قطر، بدأت واشنطن حوارًا مع فنزويلا لرفع الإجراءات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب في أبريل 2019، والتي تمنع الشركات الأمريكية من استيراد النفط الفنزويلي. وكشف الرئيس نيكولاس مادورو الأسبوع الماضي أنه التقى بوفد من كبار المسؤولين الأمريكيين وناقش معهم استئناف الصادرات.
في هذا السياق، بدأ بيدرو سانشيز يحاول إقناع الرئيس تبون بإعادة فتح خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية ليس الوحيد الذي يطمح إلى ذلك، فالولايات المتحدة بدورها ترغب في إعادة العمل بالخط المار عبر المغرب، فمنذ وصولها إلى الجزائر في فبراير، أثارت السفيرة الأميركية الجديدة، إليزابيث مور أوبين، هذا الموضوع خلال لقاءاتها مع الرئيس تبون ورئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن ورمطان لعمامرة.
كما أن هذا الموضوع كان أيضًا على قائمة الجلسة الأخيرة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة، التي ترأستها ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ووزير الخارجية الجزائري. ولحد الآن تتحدث الجزائر علنًا عن رفضها القاطع لإعادة فتح خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.