أيمن تكزيمة بطل مغربي في رياضة الكراطي، يعيش في أوكرانيا منذ سنة 2017، ونظرا للظروف الصعبة التي تمر منها البلاد، قرر مساعدة المغاربة وباقي الأشخاص الفارين من الحرب.
ولد أيمن البالغ من العمر 23 سنة في مدنية الصويرة، وترعرع بآسفي، التي تلقى بها تعليمه إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا عام 2016 في شعبة الاقتصاد.
وبالموازاة مع دراسته كان أيمن من بين أعضاء المنتخب الوطني للكراطي، حيث فاز في ست مناسبات ببطولة المغرب، كما أنه فاز بعدة مسابقات داخل المغرب وخارجه.
قصته مع رياضة الكراطي بدأت عندما كان صغيرا، حيث قال في حديثه لموقع يابلادي "في سن السابعة، أخذني والدي أنا وإخوتي من أجل الانخراط في أحد النوادي للعب رياضة الكراطي، وهو بدوره بدأ يتدرب معنا، ومع مرور الوقت غادروا جميعهم النادي، وبقيت بمفردي".
ومباشرة بعد حصوله على الباكالوريا، بدأ أيمن يفكر في مواصلة دراسته خارج المغرب، وفي سنة 2017 انتقل إلى أوكرانيا، وفضل أن يظل وفيا لشغفه برياضة الكراطي، وولج "أكاديمية خاركيف للثقافة البدنية"، وذلك بعدما درس اللغة الأوكرانية لمدة سنة.
وبالموازاة مع ذلك انخرط في نادي للكراطي في المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة كييف، وتألق داخله وفاز بالعديد من الميداليات الذهبية، وهو ما لفت أنظار نادي "Taikan" الذي يعد من بين أهم النوادي في المدينة، ووقع عقدا لتمثيل أوكرانيا، وأيضا الإشراف على تدريب حوالي 60 طفلا ما بين 4 و15 سنة.
وأيمن الآن في سنته الرابعة (النهائية) في أكاديمية خاركيف للثقافة البدنية، ويطمح إلى الحصول بعد ذلك على الماستر، ما سيمكنه من الحصول على شهادة "مدرب محترف".
وإلى جانب الاجتهاد في الدراسة، يجتهد أيمن في الميدان أيضا، وقال "أحاول المشاركة في العديد من البطولات، خارج وداخل أوكرانيا، فزت بالعديد منها، وأنا مقبل على أخرى، من أجل جمع ما أمكن من النقاط، للمشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة"
بطل داخل الملعب وخارجه
وأيمن متزوج من شابة أوكرانية، وقال إنه رغم "ما تعانيه أوكرانيا نتيجة الغزو الروسي، إلا أن واجباتي الأسرية تحتم علي البقاء هنا".
"رغم أن الظروف في البلاد صعبة، ويخشى والداي من أن يصيبني مكروه، وهو ما أتفهمه، لكن لا يمكنني أن أترك زوجتي وعائلتها هنا، أتمنى أن تمر الأمور بخير، أحاول أن أفكر بشكل إيجابي، كما أنني لا أشعر بأي خوف، ثقتي في الله كبيرة".
وفي ظل هذه الأوضاع، فضل أيمن ألا يبقى مكتوف الأيدي، وقرر المساعدة قدر المستطاع، ولجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل عرض خدماته مجانا على الأشخاص الفارين من الحرب، سواء كانوا مغاربة أو أجانب.
ولأن "الحياة شبه متوقفة، والنادي أغلق أبوابه" يحاول تخصيص وقته لمساعدة منهم في حاجة إلى مد يد العون "بمجهودي وإمكانياتي الخاصة. عن طريق تقديم الأكل أو شحن رصيد الهواتف لبعض المغاربة العالقين على الحدود والذين يرغبون في التواصل مع عائلاتهم، وأيضا إعطائهم النقود، أو شراء الحفاظات والحليب لبعض الأطفال الصغار".
ولأنه لا وجود لمكان آمن من القصف الروسي، "أخاطر بحياتي من خلال نقل الأشخاص الراغبين في الذهاب إلى محطة القطار، عبر سيارتي. أقوم بعدة رحلات لتوصيلهم إلى المحطة، أخرج وأنا لا أعلم ما الذي يمكن أن يقع لي".
"اليوم قضيت أغلب الوقت في الخارج من أجل تقديم المساعدة للأشخاص الذين يتواصلون معي ويطلبون المساعدة، استيقظت في الخامسة صباحا ولم أعد إلى المنزل إلا بعد الثالثة زوالا".
ولا يتوصل أيمن بطلبات المساعدة من داخل أوكرانيا فقط، وإنما من خارجها أيضا، لذلك يحرص على أن يتصفح كل الرسائل التي تصله، "تواصلت معي أسرة مغربية، لم تكن تعلم أي شيء عن ابنها الذي كانوا يحاولون التواصل معه دون جدوى، وذهبت إلى منزله بعدما أعطوني عنوانه، لكن لم أجده وتركت له ورقة على الباب، لكي يتصل بهم".
ولأن معدن الأشخاص يظهر في أوقات الأزمات، قال أيمن إن التضامن بين المغاربة قبل الحرب كان غير ملموس "الآن تغيرت الأمور، وأصبح المغاربة كأنهم إخوة. نرى المغربي يساعد ابن بلده بجميع الطرق، وهو أمر مدهش، أتمنى أن يستمر ذلك حتى بعد انتهاء هذه الأزمة".