عقد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اجتماعا عبر تقنية الاتصال المرئي مع نظيرته الألمانية أنالينا بربوك، وهو الاجتماع الأول بين رئيسي دبلوماسية البلدين منذ اندلاع الأزمة بين الرباط وبرلين.
وذكر بلاغ مشترك صدر عقب المباحثات الثنائية، أن الجانبين اتفقا على إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية بجودتها الخاصة في جميع المجالات، بروح من التناسق والاحترام المتبادل والسياسات الناجعة، كما أبرزا الاهتمام الكبير والمتبادل بالعلاقات الودية والوثيقة بين البلدين، م تفقين على إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذا تعميق العلاقات الثنائية متعددة الأوجه.
وأثنى الوزيران أيضا، في هذه المباحثات التي جرت عبر تقنية الاتصال المرئي، على الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها العلاقات بين البلدين، م شددين على المصلحة المشتركة للدفع ق دما بهذه العلاقات، لاسيما في ضوء تحديات ومتطلبات الانتعاش لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، واتفقا على ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات وبانخراط جميع الفاعلين.
وأفاد البلاغ المشترك أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة، تحديد الخطوط العريضة الرامية إلى تجديد وتعميق الحوار والتعاون للمواجهة الم ستقبلية للتحديات الإقليمية والشاملة.
وفي هذا الصدد، رحبت الوزيرة الألمانية، بعودة سفيرة صاحب الجلالة إلى برلين، مؤكدة على الوصول القريب للسفير الجديد لجمهورية ألمانيا الإتحادية إلى المغرب.
من مدريد أنالينا بربوك تؤكد موقف ألمانيا الجديد من قضية الصحراء
وكان المغرب، قد قرر في عهد حكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، تعليق التعاون الأمني مع أجهزة المخابرات الألمانية، كما منع المؤسسات العامة بما في ذلك الوزارات، من التعامل مع السفارة الألمانية في الرباط.
وبدأ التقارب المغربي الألماني، مباشرة بعد تشكيل الحكومة الائتلافية اليسارية الألمانية الجديدة برئاسة أولاف شولتز.
ويوم أمس أكدت أنالينا بربوك في مؤتمر صحافي مع نظيرها الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في رد على سؤال حول العلاقات مع المغرب على أن "من مصلحة أوروبا والمغرب مواصلة العلاقات التي كانت جيدة حتى مارس من العام الماضي".
وجددت رئيسة الدبلوماسية الألمانية التأكيد على موقف بلادها من قضية الصحراء الغربية، ودعت "لحل مقبول للجميع في إطار الأمم المتحدة" وتجاهلت الحديث عن "تنظيم" استفتاء لتقرير مصير الصحراويين.
وكانت أنالينا بربوك قد أعربت في بلاغ لوزارتها يوم 13 دجنبر 2021 عن دعمها لجهود ستافان دي ميستورا في سعيه للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين على أساس القرار 2602 (المعتمد في 29 أكتوبر 2021 من قبل مجلس الأمن). وذكرت بأن "المغرب قدم مساهمة مهمة في 2007 عن طريق خطته للحكم الذاتي". وهو الموقف الذي أعاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير التأكيد عليه في رسالة بعث بها في 5 يناير إلى الملك محمد السادس.