تزداد حدة الأزمة بين روسيا من جهة، وأوكرانيا مدعومة بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية، وتشير تقارير إعلامية إلى أن روسيا حشدت 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية، ويخشى الغرب من أنها تخطط لغزو هذا البلد السوفياتي السابق.
وأعلنت الولايات المتحدة أن قوة عددها 8500 عسكري أمريكي وضعت في "حالة تأهب قصوى" تحسباً لاحتمال نشرها لتعزيز أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي ردا على الأزمة الأوكرانية. فيما أعلن حلف شمال الأطلسي أنّ دوله تعدّ لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنّها أرسلت سفنًا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.
وأعلنت السفارة الأمريكية في كييف، عن إجلاء عائلات الموظفين الدبلوماسيين في أوكرانيا والسماح بالمغادرة الطوعية للموظفين الدبلوماسيين. نفس القرار اتخذته المملكة المتحدة وأستراليا.
وتريد روسيا منع اوكرانيا من الانضمام الى حلف شمال الاطلسي الناتو. وفي سنة 2014 عندما عزل الأوكرانيون رئيسهم الموالي لروسيا، استولت موسكو على شبه جزيرة القرم، واستولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على مساحات شاسعة من الأراضي الشرقية لأوكرانيا.
وفي ظل تفاقم الوضع في أوكرانيا، وتعاظم المخاوف من إمكانية شن موسكو حربا في أية لحظة على أوكرانيا، يعيش العديد من الأجانب المقيمين في المدن الأوكرانية، على وقع الخوف من المجهول. ومن بين هؤلاء الطلاب المغاربة الذين يتابعون دراستهم بهذا البلد السوفياتي السابق. وما يزيد من مخاوفهم هو إغلاق الحدود المغربية، وعدم إفصاح المسؤولين عن إمكانية فتحها بعد 31 يناير.
خوف وقلق وترقب
وفي تصريح لموقع يابلادي قال رضوان وهو طالب مغربي شاب في أوكرانيا إن "الوضع على الأرض ينذر بالخطر. أعيش في خاركوف الواقعة على الحدود وأؤكد لكم أنني رأيت دبابات وجنودًا. أعتقد أنهم يستعدون للغزو" وتابع "بالطبع، إننا نشعر بالخوف، بالنظر إلى أن خاركوف ستكون أول مدينة تتعرض للغزو. أسوأ ما في الأمر هو وجود عدد كبير من الطلاب المغاربة هنا".
"نخشى في حالة الحرب، أن نبقى محاصرين هنا لأننا لا نستطيع المغادرة إلى المغرب الذي يغلق حدوده. كما نخشى فقدان كل شيء، خاصة تدريبنا الحالي وشهاداتنا. أخبرني أصدقائي أنهم يخططون للمغادرة إلى تركيا والبقاء هناك حتى تفتح الحدود المغربية، لأنها البلد الوحيد القريب الذي يمكننا الذهاب إليه بدون تأشيرة".
وعبر الطالب الشاب عن أسفه لعدم تفاعل السفارة المغربية في كييف معهم وقال "أعتقد بصدق أنهم لا يقومون بما يكفي لنا. على سبيل المثال، عليك العودة إلى المغرب من أجل المصادقة على الوثائق، بدلاً من القيام بذلك هنا"، وأضاف "كما أننا أنشأنا مجموعات على الشبكات الاجتماعية فيما بيننا نحن الطلاب المغاربة من أجل البقاء على اطلاع ". وقال إن "الغالبية يعبرون عن مخاوفهم من الوضع الحالي، خاصة وأن حدود بلادنا لا تزال مغلقة".
وقال على "المغرب أن يجد حلا لهذه المشكلة ويفتح الحدود، ولو مع البلدان التي يمكننا الذهاب إليها بدون تأشيرة، حتى تكون لدينا إمكانية المغادرة".
من جهتها، قالت سلمى، وهي طالبة مغربية تعيش في عاصمة أوكرانيا، كييف، إنها "لم تتعمق في الأحداث التي تقع في أوكرانيا خوفا من الدخول في حالة اكتئاب". وأضافت "كل ما يمكنني قوله هو إننا نعيش بسلام هنا في كييف وكل شيء على ما يرام في الوقت الحالي. لقد سئمنا من هذه الأنواع من التهديدات، نفس السيناريو يتكرر كل عام".
وسلطت الطالبة الشابة الضوء على معاناة مواطنيها من إغلاق حدود المملكة. وقالت "لهذه القيود أثر كبير علينا، ومع ذلك لا زلنا نحافظ على هدوئنا. والد صديقة لي خضعت لعملية جراحية بعد تعرضها لنوبة قلبية، وبقية أفراد أسرتها مصابون بكوفيد 19، ولا أحد قادر على رعاية الأم وابنتها عالقة في الخارج ". وأضافت "لا ننام بشكل جيد خوفًا من تلقينا خبر وفاة أحد الأقرباء، في الوقت الذي لسنا قادرين على العودة إلى أرض الوطن".
من جانبه، قال محمد، الذي يدير صفحة على فيسبوك مخصصة للطلاب المغاربة في أوكرانيا، إن "هناك بعض الطلاب المغاربة الذين يعيشون حالة من الخوف، وآخرون خائفون لكنهم يواصلون رغم ذلك الذهاب إلى المدرسة ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي". وأضاف "لكن من ناحية أخرى، اعتدنا على الإغلاق المتكرر للحدود المغربية".
وبغض النظر عن الأحداث الأخيرة، فإن معظم الطلاب هنا ينتظرون بفارغ الصبر إعادة فتح الحدود للعودة لأرض الوطن، حيث أن العديد منهم لديهم بعض المشاكل التي يجب معالجتها بشكل مستعجل. البعض تقطعت بهم السبل في تركيا والبعض الآخر هنا في انتظار استئناف الرحلات الجوية إلى المغرب.
وأضاف هذا طالب المغربي، الذي يوجد على اتصال منتظم بالطلاب أن "هناك بعض الطلبة الذي يواجهون بعض المشاكل في دراستهم وعليهم العودة إلى المغرب لتقديم طلب للحصول على تأشيرة جديدة، وآخرون يريدون العودة لأنهم أنهوا دراستهم وبعضهم يرغبون في رؤية عائلاتهم".
الأسماء تم تغييرها