نشرت صحيفة "الوطن" المصرية مقالا للإعلامي أحمد منصور تحت عنوان " الخطاب الذي ينتظره الشعب المصري" دعا فيه الرئيس المصري محمد مرسي إلى الإقتداء برئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران و مصارحة شعبه، وقد افتتح هذا المقال بجواب لبنكيران عن سؤال في برنامج "بلا حدود" الذي يديره حول الرسالة التي يريد أن يوجهها للشعب المغربي في هذه المرحلة حيث قال بنكيران " الذي أريد أن أقوله للمغاربة هو ما يلي: حتى نكون واضحين، لقد جئت في ظروف صعبة كانت فيها أمور كثيرة مهددة وأشياء كثيرة مختلة، وأنا لا يمكن أن أصلح الاختلالات وأخرج من منطقة التهديدات وحدي، أو خلال فترة وجيزة.. أنا لا أملك عصا سليمان حتى أغير الدنيا خلال ستة أشهر.. يجب أن يستعدوا معي للتضحية والصبر والشد على الحزام، هذه هي الحقيقة، وأكون واضحًا مع المغاربة، حتى ننجز الإصلاحات لا نريد أن يتغير كل شيء بسرعة ولفترة محدودة، وإنما نريد أن نضع الأسس العميقة لإصلاحات حقيقية تدوم لعشرات السنين، يتطور فيها المغرب بطريقة متصاعدة، وأعتقد أننا بمؤسساتنا ومجتمعنا المدني، وعموم مواطنينا، إذا صلحت نوايانا في هذا التوجه فنحن قادرون على صناعة المعجزات".
و علق أحمد منصور على كلام بنكيران بالقول أنه يختلف كثيرا عن الوعود التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية، لكنه وجد تبريرا للأمر وقال أن وعود الحملات الانتخابية في كل الدنيا شيء وواقع إدارة الدول والأنظمة شيء آخر، و أضاف قائلا " من المؤكد أن بنكيران لم يكن مطلعًا على واقع الحكم وصعوباته والتعقيدات الموجودة داخل الجهاز الإداري للدولة لأنه لم يمارس الحكم من قبل ولم يشارك فيه، وقد قال هذا الكلام بعدما اطّلع على دهاليز السلطة ومشاكلها وملفاتها الشائكة، ورأى من الداخل صراع القوى والنفوذ، وأقر بأنه يُفضِّل السعي في البناء وصناعة المستقبل والاستقرار بدلًا من الغوص في ملفات الفساد التي هي أشبه ما تكون بملاحقة الساحرات"، و رأى أحمد منصور أنه رغم أن تصريحاته "أغضبت المغاربة فإنها الحقيقة التي ينبغي لكل حاكم صالح أن يواجه بها شعبه، و أعطى مثالا بالقائد الإنكليزي ونستون تشرشل الذي قال عنه أنه بعد الحرب العالمية الثانية "خاطب البريطانيين بأنهم سوف يواجهون أيامًا سوداء في إعادة بناء بلدهم بعد الحرب".
و قارن بين بنكيران و مرسي وقال أن "بنكيران انتظر ثمانية أشهر اطلع فيها "على خبايا الحكم ومنظومة الدولة من الداخل وتركيبتها العميقة فخرج على المغاربة بهذا الخطاب الذي أغضب الكثيرين منهم لكنه وضع الحقائق أمامهم، بالمقابل فقد أتيحت الفرصة للرئيس المصري محمد مرسي أن يطلع خلال أكثر من شهر قضاه في القصر الجمهوري الآن على بعض الملفات والحقائق التي تستدعي منه أن يخرج على الشعب بخطاب صريح يطلعهم فيه على حقيقة الوضع الذي تسلم فيه البلاد، من الناحية الاقتصادية والسياسية والأمنية وقصة الماء والكهرباء والمرور والبلطجة وكافة الجوانب الأخرى، وأن يكون أمينًا مع الشعب ويخبره بالحقيقة وأن يطلب منه التعاون معه ..."