لغة الخشب والحذر يميزان تعامل وزير الخارجية الاسباني مع المغرب

مثل رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، مساء أمس الخميس أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، وتجنب الحديث عن وجود أي توتر مع المغرب.

وقال في رده على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ "أنا سعيد لأنه لا توجد أزمة مع المغرب في الوقت الحالي (...) أريد علاقة تتماشى مع القرن الحادي والعشرين".

وفي تكرار لتصريحاته التي ظل يدلي بها منذ تعيينه في منصبه خلفا لأرانشا غونزاليس التي أقيلت من وزارة الخارجية بسبب الأزمة مع المغرب، إنه يريد "أفضل علاقة جوار ممكنة" مع المملكة، لأنها "شريك استراتيجي".

ورحب وزير الخارجية الاسباني بالتعاون المغربي في ضبط حدود سبتة ومليلية، ضد محاولات المهاجرين الذين يسعون إلى الوصول إليهما بشكل غير قانوني. ورحب أيضا بحضور السفير الإسباني بالرباط مرة أخرى لقاءات تنظمها وزارة الخارجية المغربية. 

ألباريس ولغة الخشب

وطالب بعض أعضاء مجلس الشيوخ، خاصة من المعارضة، غير المقتنعين بتصريحات الوزير المطمئنة، بإشارات تدل على انتهاء الأزمة بين البلدين. وأمام هذه الانتقادات اكتفى الباريس بالقول إن "الأزمة أصبحت من الماضي".

واضطر إلى اللجوء إلى لغة الخشب للرد على أسئلة البرلمانيين بخصوص التحضيرات للقمة المقبلة بين المغرب وإسبانيا، وزيارة بيدرو سانشيز للمملكة، وعودة السفيرة المغربية إلى مدريد، التي تم استدعاؤها للتشاور منذ ماي، واستئناف الرحلات الجوية والبحرية.

وقال إن وباء كورونا جعل العلاقات معقدة بين الدول. ويذكر أنه تم الإعلان عن أن وباء كورونا هو السبب الرئيسي لتأجيل الاجتماع رفيع المستوى الذي كان مقررا مبدئيًا في 17 دجنبر 2020 في الرباط. لكن بعد ثلاثة أيام، من هذا التاريخ، وصل وفد إسرائيلي إلى المملكة لتوقيع الإعلان المشترك بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، اعترف وزير الفلاحة والصيد البحري والغذاء لويس بلاناس بأن غياب السفيرة المغربية "أمر يثير الدهشة بعض الشيء في هذا السياق". 

"التنقيب عن النفط في المياه المغربية" 

كما تم التطرق إلى تراخيص التنقيب عن النفط والغاز التي منحها المغرب للشركات العالمية في مياهه الأطلسية، والتي أثارت الجدل في إسبانيا، وقال ألباريس، إن تقارير المعهد الهيدروغرافي البحري، التي طلبتها وزارته، تؤكد أنه "في الوقت الحالي، عمليات التنقيب تتم في المياه المغربية"، حسب ما نقلته وكالة إيفي. وتجنب الحديث عن "مياه الصحراء الغربية".

وسبق لخوسيه مانويل الباريس أن أكد أن التراخيص التي منحها المغرب لشركة "راتيو بتروليوم بارتنرشيب" الإسرائيلية قبالة الداخلة "لا تؤثر" على المياه الإسبانية لأرخبيل جزر الكناري". وقال "ليس هناك أي تأثير على مياه جزر الكناري أو مياهها الواقعة تحت سيادتنا الوطنية". وتابع في رد على رسالة رئيس جزر الكناري في نونبر "انه عقد مشابه جدا للعقود التي تم ابرامها في الماضي".

وبخصوص قضية مزرعة الأسماك المغربية قرب الجزر الجعفرية، وعد وزير الخارجية أعضاء مجلس الشيوخ "بالعمل على هذه القضية". وفي الأسبوع الماضي، اعترفت الحكومة الإسبانية لأول مرة بوجود هذه المزرعة. وقالت وزارة الخارجية في رد على سؤال لحزب فوكس اليميني المتطرف "في مواجهة إنشاء بنية تحتية لتربية الأسماك في المياه الإسبانية بالقرب من الجزر الجعفرية، اتخذت الحكومة الإجراءات المقابلة لضمان الامتثال للوائح المعمول بها ، وكذلك تعزيز هذه الإجراءات بالتواصل مع المغرب من خلال القنوات الدبلوماسية المعتادة".