القائمة

أخبار

دراسة: المناطق الساحلية بالمغرب تواجه خطر التلوث بالمعادن الثقيلة

حذر باحثون مغاربة وأجانب من تلوق البحر في المناطق الساحلية بين الجديدة والصويرة بالمعادن الثقيلة، وذلك بعد قيامهم بدارسة وتحليل الطحالب البنية المتواجدة في المحيط.

 
نشر
DR
مدة القراءة: 3'

يعد التلوث بالمعادن الثقيلة مشكلة بيئية تزداد خطورة في العديد من المناطق الساحلية، خاصة عندما توجد هذه المعادن بتركيزات أعلى من مستويات معينة. ويمكن أن يؤدي التلوث المتزايد في المناطق الساحلية إلى تغييرات في التنوع البيولوجي للكائنات البحرية خصوصا فيما يتعلق بقدرتها ومرونتها على التكاثر في ظل ظروف بيئية مرهقة.

ولم يسلم المغرب من هذه الآفة، حيث قام باحثون مغاربة من جامعتي القاضي عياض (مراكش) وابن زهر (أكادير) إلى جانب باحثين أجانب، بدراسة وتحليل الطحالب الكبيرة (Ericaria selaginoides)، والتي يشار إليها باسم الطحالب البنية وتنتشر على نطاق واسع في شرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وهي طحالب معروفة بتأثرها بشدة بالمعادن الثقيلة. 

تركيز "عال" للمعادن الثقيلة

وحاول الباحثون في دراستهم، التي نُشرت مؤخرًا، تقييم درجة التلوث بالمعادن الثقيلة في المياه الساحلية باستخدام هذه الطحالب كمؤشر حيوي على طول الساحل الأطلسي للمغرب. وللقيام بذلك، اختار الباحثون ثماني محطات بين الجديدة والصويرة: اثنان تقعان بالقرب من الجديدة، وثلاث بالقرب من مدينة آسفي وثلاث قرب الصويرة.

وجمعوا عينات كاملة من هذه الطحالب بين خريف 2018 وصيف 2019 ، أربع مرات في بداية كل موسم في ثماني محطات.

وتشير الدراسة إلى أن المغرب شهد نموًا سكانيًا هائلاً، مع تسارع كبير في التحضر واستخدام الأراضي للأغراض الصناعية والزراعية في السنوات الأخيرة.  وأوضحت أن "كل هذه العمليات التي هي من صنع الإنسان أدت إلى زيادة كبيرة في إطلاق مجموعة واسعة من الملوثات في المياه الساحلية، مما تسبب في آثار ضارة على مختلف مكونات البيئة المائية، بما في ذلك الطحالب الكبيرة".

وأوضحت نتائج الدراسة أن هذه الطحالب "لم يتم العثور عليها بانتظام في محطات أخذ العينات المختلفة على طول منطقة الدراسة خلال المواسم الأربعة". بالإضافة إلى ذلك " كانت غائبًة تمامًا خلال فترة البحث بأكملها في المناطق الصناعية على ساحل الجرف الأصفر وساحل آسفي".

كما أظهرت النتائج وجود تركيز كبير للمعادن الثقيلة، في بعض المحطات، بالقرب من المناطق الصناعية في مدينة آسفي.

وكشفت مقارنة النتائج الحالية لتركيز المعادن الثقيلة مع تلك التي سبق أن درسها مؤلفون آخرون أن الحديد يسود في جميع المواقع، كما أن تركيز الكادميوم كان أعلى، والأمر نفسه بالنسبة لتركيز الكروم والنيكل.

توزيع ومصير هذه الملوثات 

نظرًا لسمية المعادن الثقيلة، يرى الباحثون أنه من المهم معرفة مصدرها وما يحدث لها في البيئة. لذلك ، يرون أن فقدان الطحالب الكبيرة و / أو انقراضها الكامل في بعض المواقع التي تمت دراستها على طول الساحل الأطلسي المغربي "من المحتمل أن يؤثر سلبًا على ثراء ووفرة الأسماك الصغيرة".

وجاء في الدراسة أن فقدان أو انقراض هذه الطحالب مرتبط "بزيادة الضغط الناتج عن الأنشطة البشرية، مما يؤدي بشكل أساسي إلى مستويات عالية من التلوث بالمعادن الثقيلة". 

ولإدارة التلوث البحري والسيطرة عليه بشكل عقلاني على ساحل المحيط الأطلسي بالمغرب، قال الباحثون إنه "من الضروري دراسة كل ما يتعلق بالمدخلات وتوزيع ومصير الملوثات، بما في ذلك المعادن الثقيلة الأصلية التي تتدفق إلى النظم البيئية المائية"، وأكدوا أنه "من الضروري معالجة آثارها على التنوع البيولوجي للطحالب، خاصة في مدينة آسفي حيث يتسارع النمو الصناعي"

وفي الختام، دعا الباحثون إلى دراسة التأثير البيولوجي لاختفاء هذه الطحالب الكبيرة على ثراء التنوع البيولوجي ووفرة الحياة البحرية، مؤكدين فرضيتهم الأولية بأن تحليل المعادن الثقيلة في هذه الطحالب يعطي مؤشرا معقولا عن المياه البيئية، وجودتها في نقاط منفصلة على طول منطقة الدراسة على الساحل الأطلسي للمغرب.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال