و يرى عبد الباري الزمزمي العضو في اتحاد علماء المسلمين و رئيس الجمعية المغربية لفقه النوازل والبحوث، أن لا حكم على من أتى زوجته سطحيا في شهر رمضان من دون أن ينزل منه مني ودون أن تبلغ هي شهوتها، غير أنها تظل مغامرة.
و في هذا الباب سرد الزمزمي حديثا للسيدة عائشة رضي الله عنها عن قدرة الرسول ـ ص ـ على ضبط نفسه والتحكم فيها وهو يداعبها في شهر رمضان، ففي صحيح مسلم أنه "دخل الأسود ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقالا: أكان الرسول ـ ص ـ يباشر وهو صائم؟ قالت كان يفعل وكان أملككم لإربه.
و أضاف الزمزمي أن الأساسي كما يرى الفقهاء هو عدم الجماع، أي "ألا تغيب الحشفة في الفرج"، فهذا موجب للغسل أثناء أيام الإفطار، وهو موجب للكفارة وقت الصيام، أما إذا باشر الرجل زوجته وداعبها جنسيا أيام الإفطار دون إنزال لا منه ولا منها، فلا جنابة توجب عليهما الغسل، لكن "إذا التقى الختانان وجب الغسل".
لكن في حالة إذا خرج المني من الرجل وبلغت المرأة شهوتها على إثر المداعبة، هنا يكون عليهما القضاء فحسب، ولا كفارة عليهما كما يؤكد الزمزمي، ذلك أن "الكفارة تكون على المتعمد الذي وطأ المرأة في نهار ومضان. أما الأول فلم يقصد إنما غلبته الشهوة وأفسدت عليه القضاء"، لكن أي دليل شرعي يتم الاستناد في اعتبار هذا الحكم على المداعب الذي أنزل وهو صائم؟.
هنا يقيس الزمزمي على المسلم الذي يأكل في نهار رمضان إما خطأ أو سهوا، إذ لا تجب عليه الكفارة وإنما قضاء يومه فحسب، ويورد حديثا يقول فيه الرسول ـ ص ـ "من نسي وهو صائم فأكل و شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه".
وهناك نازلة لها صلة بالجنس في نهار رمضان، وهي للمسافر العائد من سفره الذي يواقع زوجته في نهار رمضان التي تطهرت للتو من الحيض، وكانت قد طلع عليها الفجر وهي لم تزل حائضة، فلا كفارة عليهما، ذلك أنه يملك هو رخصة المسافر التي تبيح له الإفطار، فيما هي تملك رخصة الحائض التي لا يصح لها الصوم وحتى يغيب عنها دم الحائض وتتطهر، إنما عليهما قضاء ذلك اليوم.