تواصل المد التنازلي للحالات الإيجابية للإصابة ب"كوفيد-19"، المسجلة خلال الأسبوعين الماضيين، مؤكدا بذلك انتهاء الموجة الثالثة.
وأوضح رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية عبد الكريم مزيان بلفقيه، اليوم الثلاثاء في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة من 25 أكتوبر إلى 8 نونبر 2021، أن المنظومة الصحية سجلت خلال الأسبوع الماضي 1251 حالة إيجابية، أي بانخفاض قارب 33 بالمائة على المستوى الوطني، لافتا إلى أن هذه الحصيلة الأسبوعية لم تسجل منذ أكثر من خمسة أشهر.
وأشار إلى أن الانخفاض شمل كل مناطق المملكة دون استثناء، وأصبغ على كل الجهات وللأسبوع الرابع، المستوى الأخضر، أي أقل من 25 حالة إيجابية لكل 100.000 نسمة أسبوعيا. وتمت، أيضا، معاينة استمرار تسجيل قيمة معدل التكاثر لمستويات تحت الواحد، حيت قدرت هذه القيمة ب 0,87 يوم الأحد الماضي.
كما واصلت نسبة الإجابة انخفاضها المسترسل خلال الأسبوعين الأخيرين، إذ تم الانتقال من نسبة 2,7 بالمائة إلى نسبة 1,4 بالمائة خلال هذه الفترة، وهي أقل نسبة إجابة تسجل منذ عدة أشهر.
وفي هذا الصدد، تم تسجيل أكبر نسبة بجهة الدار البيضاء سطات (5,30 بالمائة) وأدنى نسبة (0,40 بالمائة) بثلاث جهات (درعة-تافلالت ومراكش-آسفي وبني ملال-خنيفرة).
وتسجل المنظومة الصحية استمرار انخفاض الحالات النشطة، ناهز أمس الاثنين 23 بالمائة (4156 حالة نشطة)، فضلا عن انخفاض ملموس خلال الأسبوعين الأخيرين في عدد الحالات الحرجة الجديدة التي يتم استشفاؤها في أقسام العناية المركزة، ناهز نسبة 30 بالمائة.
هذا الانخفاض، يضيف المتحدث، انعكس إيجابا على مستوى ملء الأسرة الاستشفائية المخصصة للحالات الحرجة لمرضى كوفيد، إذ انتقل من 6,6 إلى 3,3 بالمائة.
وعرف التطور الأسبوعي للمعدل اليومي للحالات بأقسام الإنعاش تحت التنفس الاصطناعي، أيضا، تحسنا خفيفا في عدد الحالات (ناقص 12 بالمائة)، ليواصل منحنى الوفيات الأسبوعي، بذلك، انخفاضه، منتقلا من 68 حالة وفاة في الأسبوع ما قبل الماضي، إلى 56 حالة وفاة في الأسبوع المنصرم (ناقص 19,6 بالمائة).
ويظهر تحليل البيانات الوبائية، المتعلق بالحالات الحرجة وحالات الوفيات المسجلة، أن أهم المحددات تتمثل في كبر السن، والأمراض المزمنة والسمنة؛ والحمل عند النساء؛ كما أن أغلبها تسجل أساسا إما لدى الأشخاص غير ملقحين، أو عند الأشخاص الملقحين منذ أكثر من ستة أشهر، مما يفسر جدوى استكمال جرعات التلقيح حتى الجرعة الثالثة.
وبعد أن أكد أن الحالة الوبائية في تحسن مستمر، وأن هذا التحسن يشمل كل المؤشرات الوبائية على صعيد كل جهات المملكة، استطرد بالقول إن استفاقة النشاط الفيروسي في عدد من الدول، وتسجيل بوادر مد وبائي جديد جد محتمل في شمال منطقة المتوسط، تجعل كل هذه المكتسبات رهينة بمدى استمرار الجميع في التحلي بالسلوكيات الوقائية، وأيضا وبصفة مباشرة بنسبة الانخراط، كبارا وصغارا، في الحملة الوطنية للتلقيح.