شكلت أشغال الندوة الإقليمية للجنة ال24 لمنطقة الكاريبي، المنعقدة بدومينيكا، في الفترة من 25 إلى 27 غشت الجاري، مناسبة جديدة للجزائر من أجل مهاجمة المغرب، ففي مداخلته أمس الخميس دعا سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، سفيان ميموني اللجنة إلى "استعمال كل ما تملكه من أدوات، بما فيها الزيارات الميدانية لضمان حماية الحقوق السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للشعب الصحراوي، سيما في ظل انتشار وباء كوفيد-19 و قصد المساهمة في انجاح مسار تصفية الاستعمار".
ووصف الدبلوماسي الجزائري المغرب بـ"دولة احتلال"، واتهمه بـ"منع كافة مبادرات وفرص ضمان حل عادل ونهائي في الصحراء الغربية".
وتابع قائلا "للأسف وحتى في خضم الجائحة العالمية لم تتغير هذه السياسة بل تكثفت مخضعة الشعب الصحراوي إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وحقوقه السياسية مع نهب موارده الطبيعية" على حد تعبيره.
سفير المغرب يرد
ورد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على مداخلة السفير الجزائري وأكد أنه خلافا لما ادعاه سفيان ميموني "لم تكن الجزائر أبدا مجرد مراقب في قضية الصحراء المغربية"، وتابع أن "الجزائر كانت منذ البداية طرفا فاعلا في هذا النزاع".
ولدعم تأكيداته، قرأ السفير هلال أمام الحضور رسالة بعث بها السفير الجزائري الأسبق لدى الأمم المتحدة بتاريخ 19 نونبر 1975 إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ووزعت كوثيقة رسمية لمجلس الأمن، أكد فيها الممثل الجزائري بشكل واضح أنه "بالإضافة إلى إسبانيا بصفتها سلطة إدارية، فإن الأطراف المعنية والمهتمة بقضية الصحراء الغربية هي الجزائر والمغرب وموريتانيا". ولا وجود آنذاك لما يسمى بالبوليساريو، في رد ساخر للسفير هلال.
وحذر السفير ميموني بشكل مباشر من أنه "إذا استمرت الجزائر في إنكارها، خلال استئناف المسار السياسي، الذي نأمل أن يتم في الأسابيع المقبلة، وإذا لم تعد الجزائر إلى مقعدها في المائدة المستديرة، فلن يكون هناك مسار سياسي".
ونبه السفير هلال من أنه "من هذا المنبر أقول: إذا لم يشارك الوزير الجزائري في مسار الموائد المستديرة وفقا للصيغة التي حددتها قرارات مجلس الأمن، بذريعة أن بلاده ليست طرفا في النزاع، فعليه تحمل مسؤولية ذلك"؛ مشيرا إلى أنه بالنسبة للمغرب وكذلك بالنسبة لمجلس الأمن، فإن" الجزائر هي بالفعل طرف فاعل في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. إنها كذلك وسوف تبقى كذلك. ومع الجزائر سيتم حل المشكل، فالجماعة الانفصالية المسلحة، البوليساريو، ليست سوى أداة في خدمة الأجندة الجزائرية".