قال البروفسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة كورونا إن المغرب "يعيش حالة وبائية حرجة جدا في سياق تفشي وباء (كوفيد-19) والمتحور دلتا والذي ينتشر بسرعة".
وأضاف في تدوينة مطولة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إن الوضعية الحالية "نتيجة حتمية لرفع القيود عن الحركية الدولية الوطنية وظروف العيد، المقرون بالشعور بالأمان الزائف لدى الجميع سواء فاعلين اقتصاديين أو أشخاص ذاتيين".
"أظن أننا نقترب من ذروة منحنى الإصابات و لكن المشكل هو عدد الحالات بالإنعاش بأكثر من 1500 مريض بجانب حلات متعددة تتداوى بالبيوت (...) يجب أن نقر بأنه إذا لم نوقف الإصابات اليوم، فسيتأزم الوضع أكثر، لأن كل قرار نتخذه اليوم لن نرى أثاره إلا بعد العشرات من الأيام".
وأوضح أن "دلتا السائدة بالمغرب بأكثر من 75 في المئة، تشبه "بوحمرون" في تفشيها، إن دخلت بيتا إلا وأصابت الجميع"، وزاد أن "الملقح سيطور "الرواح" و الغير ملقح سيلعب لعبة "الحياة أوالموت" مع الفيروس".
وبخصوص دور التلقيح في الحد من الموجة الوبائية الجديدة قال إن المقارنة بين الستة أسابيع الأولى، في الموجة الأولى بدون تلقيح والستة أسابيع من الموجة الثالثة بالتلقيح توضح أنه "رغم ارتفاع عدد الإصابات و التفشي السريع لدلتا يبقى عدد الوفيات أقل بكثير، و عدد الوفيات لكل 100 مصاب أقل بكثير".
وأوضح أن التلقيح لا يحمي من الإصابة و لكن يحمي "من تطوير الإصابات الحرجة و من الوفاة"، وكشف أن جل الوفيات في المغرب تعود لـ"أشخاص أقل من الستين و غير ملقحين، قلة قليلة من الملقحين تفوق السبعين سنة و يقتربون من متوسط العمر المتوقع للمغاربة، و بأمراض مزمنة و خطيرة جدا".
ودعا إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية، وانتقد التجمعات الانتخابية، وأكد أن الفيروس لا يفرق بين تجمع عائلي أو اقتصادي، أو سياسي، وتابع "لا أتفهم كل هذا العناق والمئادب والتجمعات التي قام بها السياسيون خلال الحملة الانتخابية المهنية و كأنهم فوق القانون".