على بعد أسابيع قليلة من موعد الانتخابات، أصبح المغرب يسجل ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون حول إمكانية تأجيل موعد الانتخابات إلى حين استقرار الوضعية الوبائية.
ويوم الثلاثاء قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أثناء حلوله ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، إن تأجيل الانتخابات بسبب تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا لم يناقش داخل الحكومة، لكن من الناحية النظرية يظل هذا الأمر واردا.
وفي تصريح لموقع يابلادي قالت حنان رحاب عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن "الطريقة التي تدار بها الحملات الانتخابية ستساهم في تفاقم الوضعية الوبائية بالمغرب"، وتابعت "على الأحزاب أن تبدع أشكال جديدة في الحملات الانتخابية".
وأضافت أن "الأحزاب السياسية لازالت مستمرة في اعتماد الآليات التقليدية في الحملات الانتخابية وأكبر دليل على ذلك الحملات الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية، هناك تجمعات انتخابية وهناك لقاءات للإعلان عن أسماء المرشحين، وكل هذه الأمور نماذج سيئة تقدم للمغاربة".
"لا يعقل أن يتخذ رئيس الحكومة قرارا لمنع التجمعات في القاعات، وفي نفس الوقت هناك تجمعات انتخابية تقام داخل هذه القاعات، وداخل مقرات الأحزاب تفوق 100 شخص. والصور المنشورة تؤكد ذلك".
واعتبرت القيادية في حزب الوردة أن "تأجيل الانتخابات هو قرار سيادي غير مرتبط بحزب معين، هو مرتبط بتقرير واضح لوزارة الصحة، فإذا ما أصدرت وزارة الصحة تقريرا يحذر من تدهور الوضعية الوبائية فأظن أن المغرب سيتخذ القرار المناسب في هذا الأمر".
وأنهت تصريحها للموقع قائلة "على الأحزاب السياسية أن تكون حريصة على احترام الإجراءات الاحترازية، وأن تقدم المثل للمغاربة".
بالمقابل قال سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في تصريح لموقع يابلادي إن "الانتخابات تجري في ظل الجائحة، وهو ما سيؤثر على طريقة إدارة الحملات الانتخابية وطريقة الاقتراع".
وتابع "بلادنا بمؤسساتها اتخذت قرارا رغم الجائحة بإجراء الانتخابات، وعلينا أن نتلاءم مع هذا المعطى المفروض علينا".
إلى اليوم لا يبدو أن الأمر فيه اختيار آخر، سنمضي إلى الانتخابات المقبلة باستحضار هذا المعطى المهم والمؤثر. اليوم الوضعية الوبائية مقلقة بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابات والوفيات، ولكن لم تصل الوضعية بعد إلى وضع يمكن أن يدفع بلادنا إلى اختيار آخر، فما تزال الوضعية متحكما فيها".
وزاد قائلا "ينبغي أن نساهم جميعا في مواجهة هذه الجائحة بكل مسؤولية، بما يجعل بلادنا أقل عرضة لهذا الخطر، وكذلك علينا أن نوفر جميعا أحسن الظروف لكي تجري الانتخابات المقبلة في أجواء تشجع على المشاركة وتحفظ الصحة العامة".
وحاولنا في موقع يابلادي التواصل مع أحزب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الدستوري والاشتراكي الموحد، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، لكن دن جدوى.