أصبحت وسائل الحماية من فيروس كورونا وخاصة الكمامات، مصدرا للتلوث في المغرب إذ يلقي بها البعض في الشوارع والشواطئ. وأكدت دراسة قام بها باحثون مغاربة من كلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير، بالتعاون مع غابرييل إي دي لا توريب من جامعة سان إجناسيو دي لويولا في العاصمة البيروفية ليما، وجودا كثيفا لمعدات الحماية الشخصية من فيروس كورونا على شواطئ مدينة أكادير.
وراقب الباحثون 11 شاطئًا في أكادير وفقًا لبروتوكولات موحدة لمدة أربعة أشهر متتالية. وأجريت الدراسة على فترتين متتاليتين من عام 2021، بما في ذلك فترة الإغلاق، عندما كانت الشواطئ لا تزال مغلقة أمام العموم (من 1 فبراير إلى 30 مارس)، وعندما تم إغلاق الشواطئ (من 1 أبريل إلى 30 ماي).
وتم العثور طيلة مدة الدراسة على إجمالي 689 أداة للحماية ملقاة في الشواطئ أغلبها أقنعة الوجه ذات الاستعمال الوحيد (أقنعة الوجه 96.8٪ تليها واقيات الوجه والقفازات).
وأشارت الدراسة إلى "زيادة ملحوظة في معدات الوقاية الشخصية لوحظت خلال الفترة من الأسبوع التاسع إلى الأسبوع السادس عشر من أخذ العينات" ، أي الفترة المقابلة لما بعد فترة الإغلاق، وأضافت أنه " تم العثور على 95.5٪ من جميع معدات الوقاية الشخصية بعد فترة الإغلاق".
وبحسب الدراسة فإن هذه النفايات يمكن أن تشكل خطرا على البيئة والحياة البرية ويمكن أن تكون أيضا وسيلة "لنقل الأمراض الحيوانية المنشأ". وانتقدت حقيقة أن "التلوث البلاستيكي قد تفاقم مع إدخال معدات الوقاية الشخصية"، وتحدثت عن "سوء إدارة النفايات، ونقص الأفكار المبتكرة والحد منها، وانخفاض مستوى وعي مرتادي الشواطئ".
"نظرًا لظروف إدارة النفايات الصلبة السيئة ونقص الوعي البيئي، أصبح التخلص غير الصحيح من هذه العناصر ذات الاستخدام الفردي في البيئة أمرًا لا يمكن السيطرة عليه (...) وبالتالي يتطلب الوضع مراقبة فورية للنفايات".
وبالنسبة للباحثين "يتطلب الوضع الحالي أيضًا تمديد عمليات التنظيف في الزمان والمكان لتحسين إدارة النفايات على شواطئ أكادير". وطالبوا "بإجراءات طويلة الأمد" لمعالجة هذه المشكلة من خلال الحملات التثقيفية في ظل نقص الوعي البيئي لدى السكان بالتلوث البلاستيكي".
وأوصت الدراسة ببدائل إضافية لتقليل العمر الافتراضي وتقليل المخاطر، من خلال اقتراح تضمين مواد قابلة للتحلل البيولوجي وصديقة للبيئة في تصنيع معدات الحماية الشخصية أو التشجيع على استخدام أقنعة قابلة لإعادة الاستخدام.