لم تصدر الجزائر لحد الآن أي رد فعل رسمي على النداء الذي أطلقه الملك محمد السادس، من أجل بدء صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب والجزائر، فيما تحدثت بعض الصحف الجزائرية بشكل سلبي عما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، واختارت وكالة الأنباء الرسمية نشر رد جبهة البوليساريو على الخطاب.
ودعا الملك محمد السادس في خطاب العرش الذي بث يوم السبت "للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار. ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول".
وأمام الصمت الرسمي، نشرت صحيفة "الشروق" المقربة من دوائر صنع القرار في الجزائر مقالين تحدثت في الأول عن "محاولات مكشوفة" لإحراج الجزائر أمام العرب، وذهب كاتب المقال إلى حد الربط بين النداء الملكي و"عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة عضو مراقب"، وأضاف أن "المخزن يعتبر نفسه أكبر مستفيد من الإدماج الإفريقي لكيان العدوّ، حيث سيكون عرّابه في تعزيز مصالح المغرب على مستوى القارة السمراء".
ووضعت الصحيفة شروطا لعودة العلاقات "هي الوقف الفوري للحرب الإعلامية والسيبرانية والدبلوماسية ضدّها، والتزام السلطات المغربية بوقف تدفق المخدرات، واحترامَ موقف الجزائر تجاه الصحراء الغربية، وإنهاء الاستقواء بالكيان الإسرائيلي".
وتساءلت الصحيفة ذاتها في مقال آخر عما إذا كان "موقف المخزن تجاه الجزائر… خيار استراتيجي أم تكتيك ظرفي؟"، وقالت إن الملك محمد السادس "تجاهل" حديث الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة عن تقرير مصير منطقة القبائل.
وربطت الصحيفة في مقالها بين الخطاب الملكي، و"قضية بيغاسوس" وما قالت إنها أزمة منتظرة بين المغرب وفرنسا، والأزمة مع ألمانيا وإسبانيا، وتحدث عن وجود المغرب في "عزلة دبلوماسية كبيرة" خلال الأشهر الأخيرة.
فيما نقلت صحيفة "النهار" تصريحا لعضو مجلس الأمة الجزائري، قريشي عبد الكريم، قال فيه إن طرح عملية الحوار غير المشروط في الوقت الراهن غير ممكن، دون "اعتذار المغرب عن الاتهامات التي وجهها للجزائر على خلفية الأحداث التي وقعت في العام 1994".
بالمقابل اختارت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية نشر رد جبهة البوليساريو على الخطاب الملكي تحت عنوان " الجمهورية الصحراوية توجه نداء الى المغرب لإنهاء الاحتلال وفتح صفحة تسمح بإحلال السلام في المنطقة".
وتحدث المقال عن محاولة التغطية عن تسبب المغرب "في رجوع الحرب الى المنطقة" في إشارة إلى ادعاء الجبهة الانفصالية بشكل يومي، استهداف عناصر القوات المسلحة الملكية على طول الجدار الرملي.
كما تحدثت الجبهة حسب وكالة الأنباء الجزائرية عما قالت إنه "حرمان وفقر وجهل" في المغرب نظرا "للأوضاع المزرية لغالبية المغاربة الذين يموتون يوميا في البحار هربا من واقع لا انساني لا يطاق"، على حد وصفها.