القائمة

أرشيف

عبد السلام الراضي.. البطل المنسي الذي أهدى المغرب أول ميدالية أولمبية

في 1960 تمكن أول مغربي من الفوز بميدالية في الألعاب الأولمبية، هو عبد السلام الراضي، ابن مدينة تاونات الذي طالما حلم بارتداء قميص بلاده وتمثيلها في هذه المنافسة العالمية، لكن سرعان ما دخل خانة النسيان إلى غاية وفاته عام 2000.

 
نشر
عبد السلام الراضي
مدة القراءة: 4'

في الوقت الذي يغادر فيه الرياضيون المغاربة المشاركون في الألعاب الأولمبية في باريس، المنافسات واحدًا تلو الآخر، عاد العديد من المغاربة لتذكر اللحظات التاريخية التي رفع فيها رياضيون مغاربة علم وطنهم عاليا، بعد ظفرهم بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في الألعاب الأولمبية.

وتحضر إلى الذاكرة أسماء مثل سعيد عويطة وهشام الكروج ونوال المتوكل ونزهة بدوان، لكن القليل من المغاربة يتذكرون عبد السلام الراضي وهو أول مغربي فاز بميدالية أولمبية.

ولد العداء المغربي المتخصص في سباق المسافات الطويلة، في 28 فبراير 1929 في تاونات، والتحق بصفوف الجيش الفرنسي، حيث كان المغرب تحت الحماية آنذاك، وقضى جزءً كبيرًا من حياته في مدينة ديجون الفرنسية، في فوج المشاة المغربي الخامس ثم في فوج المشاة الخامس والعشرين. 

من البطولات العسكرية إلى الألعاب الأولمبية في روما

خلال تلك الفترة، اكتشف الفرنسيون أنه يستطيع الركض لمسافات طويلة وتمت دعوته للمشاركة في العديد من المسابقات، ليطلق عليه لقب "نجم 5 كلومترات" بعد حصوله على عدد كبير من الميداليات والجوائز. وتشير تقارير إعلامية إلى أن العداء الراحل كان محبوبًا جدًا في فرنسا، وكان المعجبون يتهافتون عليه للحصول على التوقيعات.

فتحت له الأبواب للمشاركة في عدة فعاليات دولية، مثل فيها فرنسا، دون أن يكون له الحق في تمثيل بلده المغرب، الذي كان لا يزال تحت الحماية الفرنسية. وبعد استقلال المغرب عام 1956، لم يتمكن من المشاركة في الألعاب الأولمبية في ملبورن بأستراليا التي نظمت في نفس السنة.

وجاء في صفحة على الفيسبوك مخصصة للرياضي المغربي الراحل "لقد أظهر صفات رياضية رائعة، خاصة في ألعاب القوى، مما مكنه من الفوز بعدة بطولات عسكرية للجري لمسافات (5000 و 10000 م) ظفر فيها بميداليات ذهبية في سباقات سيباستيان (إسبانيا) في عام 1958 وفي جلاسكو (اسكتلندا) في عام 1959 ". 

وفي عام 1960، فاز العداء المغربي بلقب دولي آخر في هاميلتون بارك في اسكتلندا قبل أن يرى حلمه يتحقق في نفس العام، خلال الألعاب الأولمبية في روما، التي سافر إليها بمفرده دون أي معدات أو مدربين، ومع ذلك تمكن من الفوز بأول ميدالية أولمبية لبلاده.

فبعد 16 يوما من المنافسة، لم ينجح أي رياضي مغربي بالفوز بأي جائزة أولمبية، وكان العداء المغربي هو الأمل الأخير لبلد بأكمله. وعلى أرضية الملعب، واجه المغربي الإثيوبي أبيبي بيكيلا، الذي نبهه "مدربه من رياضي يرتدي الرقم 26". 

كان أبيبي بيكيلا حافي القدمين، ووراءه رياضي آخر يرتدي الرقم 185، وفي كل مرة كان الإثيوبي يدير رأسه لتفقد منافسه، دون أن يدرك أن الشخص الذي رافقه لعدة كيلومترات كان ذكيًا لدرجة أنه اضطر إلى تغيير رقمه. 

على بعد 500 متر من نهاية السباق، زاد بيكيلا في السرعة واحتل المركز الأول في هذا الماراثون التاريخي، وجاء عبد السلام الراضي في المركز الثاني ليمنح المغرب المستقل حديثا ميدالية فضية أولمبية هي الأولى في تاريخه. وسطع نجم العداءان الإفريقيان، بأداء استثنائي في ذلك الوقت (2:15:16 لبكيلا و 2:15:17 للرادي).

وبفضل هذا الإنجاز، تمت دعوة الرياضي المغربي إلى الولايات المتحدة كضيف شرف في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984. لكن سرعان ما تم نسيان هذا البطل الأولمبي، فبعدما عاد إلى المغرب أصبح في خانة "المهمشين" ولم يحظ بأي تقدير من طرف مسؤولي الرياضة وألعاب القوى.

وتعرض عبد السلام لوعكة صحية، جعلته طريح الفراش وكان "فقيرًا لدرجة أن زوجته بدأت تبيع ممتلكاتها للحصول على الدواء" بل ذهبت إلى حد بيع ميداليته الأولمبية"، واضطر حينها اتحاد رياضي للتدخل من أجل استعادة الميدالية الأولمبية من المشتري. وفي 4 أكتوبر 2000 توفي العداء المغربي بمدينة فاس.

ولم يحظ المغرب بأي تتويج أولمبي، حتى عام 1984، وهو العام الذي أحدث فيه سعيد عويطة ونوال المتوكل ضجة كبيرة في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس بفوزهما على التوالي بميداليتين ذهبيتين في سباق 5000 متر و400 متر حواجز سيدات في تاريخ الألعاب الأولمبية.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال