أفاد البنك الدولي بأن أكثر من نصف الأطفال في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعانون من "فقر التعلُّم"، حيث لا يمكنهم قراءة نص باللغة العربية، مناسب لأعمارهم وفهمه وهم في سن العاشرة .
وأضاف أن هذا الأمر يؤدي إلى قصور في تعلُّم معظم الأطفال في المنطقة وإعاقة تقدُّم بلدانها في مجال تكوين رأس المال البشري.
وأوضحت المؤسسة المالية الدولية في تقرير جديد تحت عنوان "النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها - مسار للحد من فقر التعلُّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يتناول الشواهد والأدلة على العوامل التي تؤثر على تعلم اللغة العربية ويقترح مساراً للمساعدة في إرشاد بلدان المنطقة في جهودها لتعزيز نتائج التعلم، أنه إجمالا لا يقتني "أولياء الأمور في البلدان العربية كتبا للأطفال في المنزل ويعتادون على القراءة لأطفالهم".
وبخصوص المغرب أكد التقرير أن 21 في المائة، من أولياء الأمور أفادوا "بأنهم لم يتكلموا مطلقا أو بشكل شبه مطلق مع أطفالهم في سن الروضة عن أشياء فعلوها (مقابل متوسط عالمي قدره 4 في المائة)، وأفاد 35 في المائة بأنهم لم يتكلموا مطلقا أو بشكل شبه مطلق مع أطفالهم عما قرأوه (مقابل متوسط عالمي قدره 12 في المائة)، فيما ذكر 21 في المائة أنهم لم يشاركوهم ألعاب الكلمات مطلقا أو بشكل شبه مطلق (مقابل متوسط عالمي قدره 16 في المائة)".
كما أوضحت الوثيقة أن 66 في المائة من الأطفال في المغرب يعانون من فقر التعلم بحيث لا يمكنهم في سن العاشرة قراءة نص مناسب لأعمارهم وفهمه، فيما تصل النسبة في مصر إلى 70 في المائة، و95 في المائة في اليمن، وتتراجع في البحرين إلى 32 في المائة، و34 في المائة في الإمارات و35 في المائة في قطر.
وفيما يتعلق بمهارات القراءة في الصفوف الأولى، التي أجريت في العديد من بلدان المنطقة أوضحت أن 52 في المائة من الأطفال بالصف الثاني في العراق، و 67 في المائة في المغرب، و81 في المائة في اليمن، لم يستطيعوا الإجابة بشكل صحيح عن سؤال واحد من أسئلة فهم المقروء.
وسلط التقرير الضوء أيضا على قلة القراءة للأطفال في بلدان المنطقة، وتحدث عن انخفاض مستويات اقتناء كتب أدب الأطفال في المنزل، ففي المغرب والمملكة العربية السعودية على سبيل المثال، وجد أن أكثر من 60 في المائة من طلاب الصف الرابع يقتنون أقل من 10 كتب الأطفال في منازلهم، وهذه النسبة أعلى بكثير من المتوسط وهو 19 في المائة في البلدان المشاركة في تقييم الدراسة الدولية لقياس مدى التقدم في القراءة لعام 2016.
كما أشار التقرير إلى أن 9 في المائة من الطلاب في المغرب فقط، التحقوا بمدرسة بها مكتبة جيدة التجهيز.
وفي تعلق منه على ما ورد في التقرير قال فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "لقد واجهتنا أزمة في التعلم قبل تفشي جائحة فيروس كورونا وبين أيدينا الآن تحدٍ أكبر من ذلك بكثير حيث تحتاج أنظمة التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تقديم مهارات تأسيسية أقوى حتى يتمكن الأطفال من "تعلم القراءة" بشكل فعال من أجل أن نصل بهم إلى مرحلة "القراءة للتعلم".