بعد مرور عدة أسابيع على موجة النزوح الجماعي نحو مدينة سبتة، تريد الحكومة الإسبانية تنفيذ خطة استراتيجية لمساعدة الجيبين المحتلين. فبحسب وثيقة صادرة عن حكومة بيدرو سانشيز، نشرت صحيفة إلباييس بعض مضامينها، فإن إسبانيا تسعى لـ"محاربة خنق اقتصاد المدينتين المتمتعين بالحكم الذاتي، من قبل المغرب".
وسيكون هذا المخطط جاهزا "قبل الصيف"، بحسب ما نقلته الصحيفة الاسبانية عن مصادر حكومية. ويتضمن ما لا يقل عن ستة إجراءات، على المدى القصير والمتوسط. وتحذر الوثيقة الحكومية لأول مرة بشكل واضح من التدهور السريع للوضع الاجتماعي في المدينتين.
وتحدثت عن أن المغرب يضع ضم المدينتين كـ"هدف وطني ثابت وغير قابل للتصرف"، وتحذر الحكومة الاسبانية من "التغيير الديموغرافي" بسبب "تدفقات الهجرة وتزايد عدد السكان من أصل مغربي الذين يقيمون في المدينتين بشكل غير نظامي".
وتابعت أن "التطور الديموغرافي في العقود الماضية، مع زيادة وزن السكان من أصل مغربي، أدى إلى زيادة الاستقطاب"، واصفة "التحدي الاجتماعي الديمغرافي" الذي يواجه سبتة ومليلية بـ"المقلق"، وتحدثت عن "الانقسام الاجتماعي"، بسبب" الأزمة الاقتصادية، ونقص الفرص للشباب".
وأقرت الوثيقة الحكومية بأن الخدمات العامة في المدينتين "تعاني من نقص التمويل" وأنها "غير كافية لحجم السكان الحالي"، وحذرت أيضًا من ظهور "مشاعر كراهية للأجانب" و "انفصال عن المجتمع". وأكدت أن هذا التغيير الديمغرافي التدريجي ترافقه زيادة في "النفوذ السياسي والديني" للمغرب في المدينتين.
وتهدف الإجراءات التي تريد الحكومة الإسبانية تنفيذها، بشكل خاص إلى إقرار العديد من المزايا الضريبية "لتعزيز نشاط قطاعات جديدة"، ولا سيما السياحة والسفن السياحية والمقامرة عبر الإنترنت. كما تهدف إلى تحسين الروابط مع شبه الجزيرة الإيبيرية، بالإضافة إلى ذلك، توصي الوثيقة بتنشيط ميناء مليلية الذي يعاني من المنافسة من قبل ميناء الناظور.
كما تدرس إسبانيا "إدراج سبتة ومليلية في الاتحاد الجمركي الأوروبي وإصلاح النظام الاقتصادي والاجتماعي للمدينتين المستقلتين". وعلى الصعيد الأمني ، يتوخى المخطط السماح لحراس من وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" بدخول المدينتين لإبراز حقيقة أن حدودهما تعتبر حدودا جنوبية للاتحاد الأوروبي.
وستشرف وزارة السياسة الإقليمية، على دراسة الاستراتيجية الجديدة لسبتة ومليلية، حيث عينت مسؤولا رفيع المستوى لتنسيق أعمال الإدارات المختلفة في المدينتين.