في الوقت الذي رحبت فيه عائلة المصورة الراحلة ليلى العلوي، بقرار إدارة تكنوبارك طنجة، تكريم ابنتها من خلال رسم بورتريه لها على جدارية المبنى، أصدرت السلطات المحلية قرارا بوقف رسم اللوحة التي يشرف عليها الفنان معاد أبو الهنا، فيما تحدثت بعض المصادر عن إصدار قرار بـ "مسحها" نهائيا.
فبينما كان معاد يرسم لوحته التي بدأ العمل عليها منذ يوم السبت الماضي، حلت السلطات المحلية يوم أمس الأربعاء، بمبنى تكنوبارك الراعي لهذه اللوحة الفنية، وطلبت منه التوقف عن الرسم، بحجة أن المؤسسة لم تحصل على الرخصة اللازمة من أجل القيام بذلك. وقال في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي "طلب مني أحدهم إذا كان بإمكاني تغطية العينين. لماذا يحدث هذا المشكل في طنجة فقط؟".
rectification: l’immeuble appartient au technoparc de Tanger , c’est eux qui ont initié ce projet en mémoire à Leila Alaoui…sauf que les autorités ont refusé à la fin du dessin d’avoir un portrait et ils ont décidé de l’effacer…vidéo de l’artiste. https://t.co/yF3IRWUF6U pic.twitter.com/PqZ7CNTERc
— Hatimuuus© (@Hatimuuus) June 24, 2021
وفي تصريح لموقع يابلادي، قال معاد أبو الهنا إنه لا يريد التعليق، نظرا لأنه ليس لديه معلومات كافية عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
عائلة المصورة الفرنسية من أصل مغربي في حالة صدمة
وإلى جانب الفنان المغربي ومعجبي الراحلة ليلى العلوي، التي راحت ضحية هجوم إرهابي وقع عام 2016 في عاصمة بوركينافاسو، واغادوغو، عبرت عائلتها عن حزنها جراء هذا القرار. وقالت والدتها كريستين العلوي، لموقع يابلادي "كان الخبر محزنا. تواجد صورة ليلى في طنجة أسعدنا كثيرا، لأنها المدينة التي عملت فيها كثيرًا وعاشت فيها منذ صغرها"
وأضافت "عملت هناك على العديد من المشاريع، لا سيما في مجال الهجرة والصعوبات التي يواجهها المهاجرون الذين يحاولون العبور إلى إسبانيا. كانت اللوحة ستكون بمثابة ذكرى جميلة وهذا أسعد جميع أفراد الأسرة".
لا نعرف ماذا حدث. صدمت عندما علمت بخبر محو الصورة، إنه لشيء مؤسف، ومحزن أن يحصل هذا لليلى، وهي أيقونة عالمية، في بلدها".
وقالت والدة المصورة الفرنسية من أصل مغربي، التي تم توشيحها بعد وفاتها، من قبل الملك محمد السادس بوسام المكافأة الوطنية من درجة الاستحقاق الوطني سنة 2016، "هناك معلومات متضاربة حول قرار محو اللوحة" معربة عن أملها في أن يكتمل العمل.
خلاف بين السلطات وإدارة تيكنوبارك
لكن يبدو أنه بالإضافة إلى عدم اهتمام بعض المسؤولين بفن الشارع وذاكرة ليلى العلوي، فإن الأمر يتعلق أساسا بمشكلة تواصل بين السلطات المحلية وإدارة تكنوبارك طنجة. ففي تصريحات للصحافة، اعترف مسؤول في إدارة هذه الأخيرة بأن السلطات طالبت بمحو الجدارية.
وقالت مصادر متطابقة لموقع يابلادي إن إدارة تكنوبارك كانت ستحصل على ترخيص من ولاية طنجة - تطوان - الحسيمة من أجل رسم اللوحة الجدارية، لكن على ما يبدو فإن السلطات لم تكن على علم بأن الأمر يتعلق بصورة لشخصية عامة..
وفي الوقت الحالي، لا تزال المفاوضات جارية للحصول على ترخيص جديد، يسمح لمعاد أبو الهنا بإتمام لوحته. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم الحفاظ على الجدارية الأصلية واستكمالها أو ما إذا كان سيتم تعديلها وفقًا للمطالب التي قدمتها السلطات للفنان.
وبالموازاة مع الجدل حول هذه الجدارية في طنجة، نشر الفنان مراد الرشندلي تدوينة مرفوقة بصورة لجدارية رسمها على حائط إحدى المباني في مدينة سلا، مشيرا إلى أن سكان المبنى قاموا بمحو جداريته بعد انتهائه من رسمها. وقال الرشندلي في تصريح لموقع يابلادي إنه تم تكليفه برسم الجدارية التي تطل على شاطئ الأمم من قبل شركة مفوضة ومن طرف بلدية سيدي بوقنادل.