وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى المغرب يوم الأربعاء في زيارة تستغرق أربعة أيام، واجتمع مع مسؤولي حزب العدالة والتنمية، وحزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة.
كما التقى هنية مع رئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين، ومن المقرر أن يلتقي مع مسؤولين مغاربة آخرين.
وفي ظل الصمت الرسمي الإسرائيلي، حظيت الزيارة باهتمام كبير من قبل وسائل إعلام الدولة العبرية، وحاولت قناة "I24" التقليل من أهمية أول زيارة يقوم بها هنية إلى المغرب، وقالت إنها "تمت بدعوة من مؤسسة حزبية ولا علاقة لها بوزارة الشؤون الخارجية".
وأضافت أن حديث هنية عن استقبال رسمي من قبل وزارة الخارجية غير صحيح وتابعت نقلا عن مصدر لم تسمه أن "حضور موظف من الوزارة (الخارجية) لا يفسر على أنه تمثيلية رسمية للخارجية وإنما عمل عادي للبقاء على اطلاع بما يجري".
فيما قالت صحيفة "هآرتس" إنه "ينظر في المغرب للزيارة على أنها وسيلة لموازنة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولإثبات أنه على الرغم من العلاقات الودية مع إسرائيل، لا تزال الرباط تدعم تطلعات الفلسطينيين للاستقلال".
نفس الصحيفة أشارت إلى أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في شتنبر، تسعى الأحزاب السياسية المغربية أيضًا إلى إظهار دعمها لحقوق الفلسطينيين بعد احتجاجات الشهر الماضي ضد العلاقات الدافئة مع إسرائيل".
وتابعت أنه "بعد أن انتقدت حماس بشدة المغرب لاتفاقه مع الولايات المتحدة وإسرائيل، تأتي زيارة هنية للضغط من أجل الحصول على دعم أوسع بعد الصراع في غزة الشهر الماضي". وتحدثت عن تصريح العثماني خلال استقباله لهنية عن أن "ترسيخ مغربية الصحراء" لن يكون على حساب القضية الفلسطينية.
في حين حرص موقع "تايمز أوف إسرائيل" على الربط بين زيارة هنية للمغرب، وتهنئة الملك محمد السادس لرئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت، في إشارة منه إلى رغبة المغرب في استمرار علاقاته بالجانبين.
وكتب "روعي كايس" مسؤول الشؤون العربية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي "كان 11" في تدوينة على حسابه في تويتر "استقبل رئيس الوزراء المغربي وزعيم الحزب الإسلامي الحاكم سعد الدين العثماني في الرباط بحرارة وفد حماس برئاسة هنية. يحدث هذا بعد ستة أشهر من استئناف العلاقات مع إسرائيل".
وعلى المستوى الرسمي تلتزم إسرائيل الصمت، كما أن رئيس مكتبها بالمغرب لم يعلق على الزيارة، خصوصا بعد وجهت له موجة انتقادات وصلت إلى المطالبة بطرده بعد نشره تغريدة خلال الشهر الماضي انتقد فيها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، على خلفية تهنئته لإسماعيل هنية، "بالانتصار في حرب غزة"، قبل أن يضطر لحذف تدوينته
وتتحذ الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل خلال السنة الماضية، وخصوصا الإمارات والبحرين مواقف "معادية" لحركة حماس، ووصل الأمر بأبو ظبي إلى المطالبة عبر وزير خارجيتها بتصنيف الحركة منظمة إرهابية.