في مدينة طرفاية الساحلية المغربية، وجدت مجموعة من عشاق الألعاب المائية في هدوئها مكانا مناسبا لافتتاح ناد لركوب الأمواج ومقهى أطلقوا عليه اسم "الأمواج الجديدة" أو (Nuevas Olas). تستغرق الرحلة من شمال المغرب إلى مدينة طرفاية قرابة يوم بالسيارة.
ويقوم عشاق الألعاب المائية بتعليم شباب المدينة ركوب الأمواج حيث يوفر النادي فرصة لهؤلاء للتعرف على الثقافة المغربية خاصة في طرفاية وتبادل الأفكار والخبرات حول ركوب الأمواج. سليم معتوق يدير النادي، فيما يأخذ حسين عوفان على عاتقه تنسيق أنشطة النادي. منذ زمن طويل كان معتوق وعوفان يحلمان بتأسيس ناد خاص بركوب الأمواج وتعليم الآخرين. في نهاية المطاف، سمحت السلطات المحلية لهما بافتتاح النادي. بعد الحصول على قرض بنكي، تمكنا من شراء ألواح ركوب الأمواج وملابس خاصة بالبحر وكذلك مستلزمات المقهى الملحق بالنادي.
تعهد معتوق وعوفان بمساعدة سكان مدينة طرفاية. وعن ذلك، يقول معتوق الذي كان يعمل مرشدا سياحيا في مراكش، "عقدنا العزم واتفقنا على أن أي شخص يزور طرفاية، يجب أن يعود إليها يوما ما لمساعدتها.
التعليم مجانا
حتى الآن، تعلم أكثر من 100 طفل ركوب الأمواج في النادي مجانا، لكن الأمر لم ينته عند هذا الأمر. فعشاق ركوب الأمواج يقومون بتعليم الأطفال الإنجليزية والإسبانية أيضا على أمل إكسابهم مهارات جديدة تمكنهم في المستقبل من الحصول على فرص عمل جيدة في المغرب.
فبسبب قلة فرص العمل في المغرب، يضطر كثير من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم بالهجرة عبر البحر إلى أوروبا في رحلات يحفها الموت من كل اتجاه بحثا عن مستقبل أفضل، لكن منهم من يغرقون في البحر ولا يصلون إلى مبتغاهم. وبسبب حوادث الغرق، يشعر كثير من الآباء في المغرب بالخوف والقلق تجاه المحيط الأطلسي. فقصص غرق الشباب لا تزال عالقة في الأذهان، بيد أن النادي والقائمون عليه، يسعون إلى تبديد هذه المخاوف ويحققون النجاح في ذلك.
تبديد المخاوف
في البداية، التحق عدد قليل من الفتيات بدروس ركوب الأمواج وسط مخاوف الآباء بشأن سلامة الفتيات في البحر، لكن بعد فترة وجيزة وبعد إدراك أن هذه الرياضة لا تمثل أي خطر، بدأت فتيات أخريات في الالتحاق بالمدرسة. ويقول معتوق "الآن، لدينا عدد كبير من الفتيات يقمن بركوب الأمواج. إنهن يمثلن مستقبل هذا النادي. ونأمل يوما ما أن تقود سيدة مدرسة ركوب الأمواج".
فرص العمل في مدينة طرفاية والتي يبلغ تعداد سكانها 9 آلاف شخص، قليلة. فعلى سبيل المثال، يكسب حسين عوفان قوت يومه من الصيد فيما يعمل شقيقه التوأم لحسن في محطة بنزين بالمدينة.
وفي الصحراء على طرفي المدينة توجد أكبر مزرعة لطاقة الرياح في القارة الأفريقية. كما أن المنطقة غنية بالفوسفات أيضا، وفي العام الماضي اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. ويبدو أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن ماضية قدما في الدعم الأمريكي للمغرب، لكن ليس واضحا ما إذا كان ذلك سيجلب استثمارات إلى المنطقة التي تعتمد على الصيد واستخراج الفوسفات.