استقطاب للأدمغة
إذاعة هولندا العالمية قالت أنه قريبا سيصبح عدد الوافدين على الجامعات الهولندية عاجزا عن تغطية العدد المطلوب، لأن الهرم السكاني في هولندا أصبح معكوسا، بحيث أن نسبة الشيخوخة في تزايد مستمر مقابل انخفاض دائم في عدد الشباب، وتشير الإحصائيات على حسب ما ذكر نفس المصدر إلى ان هولندا قريبا ستضطر الى استقدام شباب من الخارج، لكن ليس يدا عاملة كما فعلت في الستينات والسبعينات لبناء هولندا بعد الحروب، وإنما تريد أن تستقطب أدمغة، حيث اتضح ان عدد الطلبة الهولنديين في المستقبل، لن يغطي الحاجة إلى عدد المتخرجين المرغوب فيهم في مختلف المجالات.
ومن هذا المنطلق وضع مشروع "اليوم الهولندي" لكي يستقطب طلبة مغاربة، أدمغة المستقبل، لاستكمال دراستهم بهولندا، و السياسة الحالية في هولندا تسير في اتجاه الاستغناء عن الهجرة خصوصا من الدول التي هي خارج الاتحاد الأوربي، وقد زار المعهد الهولندي لحد الآن ست جامعات مغربية، ولقي المشروع إقبالا كبيرا من الطلبة الذين كثرت أسئلتهم عن الجانب المادي وإمكانيات الحصول على منحة مالية دراسية.
آثار سلبية
هجرة الكفاءات من المغرب إلى الخارج، سيؤثر حتما على التطور الاقتصادي و العلمي للبلاد، و تكتسب هذه الظاهرة أهمية كبيرة خصوصا مع تزايد أعداد المهاجرين من الكوادر و الكفاءات العلمية المتخصصة، و تتمثل أهم الآثار السلبية الناتجة عن هذه الظاهرة في حرمان البلدان المصدرة للعقول من الاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي المغرب عقول كثيرة ولكنها معطلة بالرغم من أنفها، فكثير من الخريجين وحاملي الشهادات العليا، معطلون عن العمل، و يحتجون يوميا في شوارع المملكة، لكن الدولة تأبى أن توفر لهم فرصا للشغل، كي تستفيذ من خبراتهم بالمقابل تحاول الحد من احتجاجاتهم بقمعهم و تعنيفهم، و المؤكد أن الغالبية العظمى من هؤلاء إن أتيحت لهم فرصة الهجرة للخارج فلن يترددوا في ذلك.