فقد سبق لوزارة الصحة في بيان عمم على وسائل الإعلام الوطنية قالت فيه أن السيدة قد استقبلت في المستشفى و أجريت لها الفحوصات اللازمة إلا أنها "قررت مغادرة المستشفى لأسباب شخصية تهمها، بالرغم من إصرار فريق المداومة على ضرورة استشفائها الفوري من أجل الولادة. وأمام موقف المعنية بالأمر، لم يكن في وسع الفريق الطبي إلا دعوتها لإمضاء وثيقة مغادرة المستشفى ضدا على رأي الفريق الطبي، وقد تم ذلك بعد أن وقعت المعنية هذه الوثيقة".
غير أن حسناء كذبت رواية وزارة الصحة في لقاء مع جريدة "أخبار اليوم" و قالت "وصلت إلى المستشفى و بقيت أنتظر أن يفحصوني، لكن المكلفة بذلك رفضت، فيما كنت أتوسلها أن تعاين ما بي، بعد مدة رأيتها تفحص سيدتين حضرتا من بعدي، فثرت و قصدتها طلبا للنجدة، قلت لها أنني أتألم، فسألتني هل أنتي متزوجة؟ فأجبتها نعم، بعد ذلك توالت الأسئلة من قبيل أين تسكنين، فأجبت في سلا، ساعتها حسمت موقفها و قالت لي "سيري لسبيطار مولاي عبد الله، راه هنا مكنولدوش الناس ديال سلا، هنا الولادة بلفلوس بعدا، خصك مابين 30 و 70 ألف ريال باش تولدي...و إلا كتعرفي عيالات حاملين حداكم قولي ليهم مايبقاوش يجيو عندنا يبرزطونا راه حنا كنولدو بلفلوس".
حسناء أقسمت في شهادتها هذه وهي تدرف الدموع قائلة "و الله ماحطو فيا يديهم ولا قلبو آش عندي".
بعد ذلك قاومت حسناء ألمها وحاولت الخروج من المستشفى لكن و بمجرد وصولها إلى الباب أحست أن أجل الولادة قد حان و اتجهت إلى حديقة قريبة لتضع مولوده هناك بمساعدة صديقتها.
حسناء تروي لحظات وضعها لإبنها قائلة " كانت حالتي سيئة للغاية فقد كنت أنجبت الطفل في الشارع كأي بهيمة" و أكدت أن معاناتها لم تكتمل هنا، فبعد أن نقلتها سيارة الإسعاف إلى مستشفى ابن سينا قالت "دار ليا 8 ديال الغرزات و مبغاش يدير ليا البنج" و بعد أن صرخت من شدة الألم صاح في وجهها أحدهم قائلا "سكتي نتيا والدة غير في الغابة وجاية تصدعينا مازال".
شهادة حسناء جاءت مخالفة تماما لما قالته وزارة الصحة في بيانها، الذي نوهت في خاتمته بالعمل الذي تؤديه الأطر الطبية والتمريضية بمصالح ودور الولادة، رغم الخصاص التي تعاني منه المنظومة الصحية و صعوبة الظروف المهنية و إشكاليات استعمال المرفق العمومي على حد ما جاء في البيان.