اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم من المستوطنين مساء يوم أمس الجمعة باحة المسجد الأقصى واستهدفت الفلسطينيين العُزل بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي.
وأصيب أكثر من 200 فلسطيني في الاشتباكات مع الجنود والمستوطنين. وكان آلاف الأشخاص قد تجمعوا في في المسجد الأقصى في آخر يوم جمعة من شهر رمضان. وبقي الكثير منهم للاحتجاج على عمليات الإجلاء المحتملة في حي الشيخ جراح.
ويشهد حي الشيخ جراح، منذ أكثر من أسبوع، مواجهات ليلية، بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين، ومتضامنين معهم.
ويحتج أصحاب الأرض الفلسطينيون على قرارات صادرة عن القضاء الإسرائيلي بإجلاء عائلات من المنازل التي شيدتها عام 1956، بحجة أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل قيام دولة إسرائيل. وإلى غاية أمس تلقت 12 عائلة فلسطينية بالحي قرارات بالإخلاء.
وفي مواجهة محاولة طرد الفلسطينيين من القدس، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، يوم أمس سفير بلاده لدى الأمم المتحدة، إلى طلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي.
من جانبه دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الدول المطبعة مع إسرائيل إلى إنهاء "هذه الاتفاقيات وأن تغلق السفارات التي فتحت داخل أرض فلسطين".
استنكار واسع
من جهته وصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ترحيل إسرائيل لأهالي حي الشيخ جراح في القدس بالجريمة التي يجب على العالم منع حدوثها، معتبرا ما تقوم به إسرائيل لعبا بالنار.
فيما أعربت الخارجية المصرية عن بالغ إدانتها واستنكارها لاقتحام المسجد الأقصى، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
بدورها قالت الكويت إن "استفزازات وتصرفات الاحتلال الإسرائيلي تعرض أبناء الشعب الفلسطيني للخطر وتنذر بتصعيد للعنف الأمر الذي يتطلب تحركا دوليا سريعا لوضع حد لهذه الاستفزازات وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وسلامته".
ولم يصدر المغرب لحد الآن أي موقف رسمي مما يجري في القدس، فيما اكتفى سعد الدين العثماني بتدوينة على حسابه في تويتر بصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية قال فيها "تحية للفلسطينيين الصامدين في المسجد الأقصى المبارك أمام اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية واعتداءاتها على المصلين بداخله والعبث بمحتوياته، ونستنكر انتهاكاتها في القدس الشريف وخصوصا في حي الشيخ جراح".
وطالبت الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي بالتزام أقصى درجات ضبط النفس في حي الشيخ جراح، وأعربت في بيان للمنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن قلقها من تصاعد التوترات والعنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.