بمناسبة تخليد ذكرى 8 ماي 1945، التي تحتفي بانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، قامت فرنسا بتكريم حمو موسيك، أحد المحاربين المغاربة القدامى الذي يبلغ 103 عاما من العمر.
وبحسب صحيفة "لوفيغارو"، سيتم اليوم السبت، إزاحة الستار عن لوحة تحمل اسمه في أحد ممرات حديقة القنصلية العامة لفرنسا بالدار البيضاء، بحضور حمو موسيك، الذي كان يقاتل إلى جانب الجنود الفرنسيين أثناء الحرب العالمية الثانية.
وستجري هذه المراسم بحضور سفيرة فرنسا في المغرب، هيلين لوغال، والقنصل العام لفرنسا بالدار البيضاء، سيرج موسيتي، فضلا عن عدد من الشخصيات المغربية والفرنسية.
وأضافت الصحيفة أن مورييل باجيو، مديرة المصلحة المحلية لدى المكتب الوطني لقدماء المحاربين وضحايا الحرب، وهي الهيئة التي تنشط بقوة في مجال دعم المغاربة الذين قاتلوا من أجل فرنسا، ستشارك أيضا في هذا الحفل.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أن هذه المراسم تكتسي بعدا ثلاثيا. تاريخي أولا، بالنظر إلى أنها "تحتفي بأخوة السلاح الفرنسية- المغربية في بلد كان ملكه المستقبلي آنذاك، المغفور له محمد الخامس، قد وشح من طرف الجنرال دو غول بوسام "رفيق التحرير"، قائلا العبارة الشهيرة "إننا ندرك بأنكم تمثلون رفيقا لنا في تحرير فرنسا بكل فخر وفي سياق النصر".
كما تشكل مناسبة لـ "تسليم المشعل"، حيث أن تلاميذا سيحضرون هذا الحفل الذي سيتم خلاله عرض شريط "بارود.. من الأطلس إلى الألزاس، 1943-1945"، من إنتاج قسم السمعي-البصري بثانوية "ليوطي".
وأضافت الصحيفة أن قنصلية الدار البيضاء استجابت للنداء الذي كان قد وجهه الرئيس إيمانويل ماكرون في 15 غشت 2019، بمناسبة إحياء ذكرى مرور 75 عاما على إنزال بروفانس، إلى رؤساء بلديات فرنسا من أجل جعل الشوارع والساحات تحمل أسماء هؤلاء الرجال الأشاوس الذي غمروا بشعور من الفخر إفريقيا برمتها.
وتم تجنيد حمو موسيك، الذي رأى النور سنة 1918، في العام 1941، قبل أن نقله إلى الجبهة التونسية من يناير إلى ماي 1943. ثم التحق بالمجموعة الثانية لفرقة المغاربة، تحت إمرة القائد الشهير بيير بويي دو لاتور. فقد شارك في تحرير كورسيكا في شتنبر 1943، ثم جزيرة إلبي في يونيو 1994. وفي 19 غشت 1994 انتقل إلى مارسيليا ليصعد وادي الرون في اتجاه المناخ البارد ومعارك "فوج"، التي طبعت بقوة مسار المحاربين المغاربة.
وفي 18 نونبر، عينه بيير بوير دو لاتور في قيادة المجموعة، لأنه "تميز بشكل خاص في معركة رامونشامب (فوج)، في 8 أكتوبر 1944، مساهما من خلال جهده الشخصي في فرار كتيبة ألمانية والاستيلاء على رشاشاتها".
وبعد إتمام حمو موسيك للحرب ضد النازية في ألمانيا، انتقل إلى الهند الصينية آنذاك، ابتداء من يونيو 1950، ثم حصل على شهادة من الجيش في 29 يناير 1951. وفي العام 1952، غادر الجيش ليصبح شرطيا في الدار البيضاء.
وحصل حمو موسيك، الموشح برتبة ضابط في جوقة الشرف سنة 2013، على وسام الحرب 1939-1945 (مع النجمة البرونزية)، ووسام الحرب لمسارح العمليات الخارجية.