أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، اليوم الثلاثاء أنه إذا ارتأت العدالة الاستماع إلى زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي المتواجد في مستشفى لوغرونو، فإن الحكومة الإسبانية "لن تتدخل في عمل العدالة المستقل والحر في بلادنا".
وتابعت أن "العدالة ستقوم بما يتعين عليها القيام به، وستحترمها الحكومة احتراما كاملا لأنه لا يمكن أن نعمل بخلاف ذلك في بلد ديمقراطي".
وحول الغضب المغربي من استقبال بلادها لإبراهيم غالي قالت "موقف إسبانيا تجاه المغرب استراتيجي ولم يتغير، يقوم على الصداقة والتعاون والشراكة الوثيقة بين جارتن وشريكين مميزين".
وزادت أن إسبانيا قدمت بالفعل "التفسيرات المناسبة للمغرب حول الظروف والأسباب التي دفعتنا لاستضافة السيد غالي لأسباب إنسانية بحتة ومتى انتقت هذه الأسباب فإن السيد غالي سيغادر إسبانيا".
وأضافت "وعلى أي حال أعتقد أن ما يهم الحكومة الإسبانية هو الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع جيرانها، ومن الواضح أنها تحافظ على علاقات استثنائية مع جارنا وشريكنا المغرب".
وكانت مجلة "جون أفريك" قد كشفت قبل أسبوعين أن رحلة غالي العلاجية "كانت موضوع مفاوضات من قبل مسؤولين كبار في الجزائر مع المسؤولين الإسبان"، قصد تجنيبه المسائلة القضائية، وتم نقله إلى المستشفى بهوية مزورة، وتحت اسم مستعار هو محمد بن بطوش.
وأكدت المجلة الناطقة بالفرنسية، أن اختيار إسبانيا جاء بعد حصول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على تأكيد من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بأن غالي لن يمثل أمام القضاء الاسباني.
وكان ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي قد قلل في تصريحات إعلامية، من أهمية الشكوى التي قدمتها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان ضد الجبهة وقادتها وقال إنها "لا تعني شيئا" واستبعد "أي احتمال لإلقاء القبض على غالي في إسبانيا".
لكن وعكس ما كانت تأمله البوليساريو وجه القضاء الاسباني دعوة لغالي من أجل الاستماع إليه، واليوم الثلاثاء قرر قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية الإسبانية، سانتياغو بيدراز، تأجيل الجلسة إلى يوم الجمعة المقبل من أجل التحقق من هويته.
ويتابع غالي بتهم لها علاقة بالاعتقال والتعذيب والاختطاف التعسفي، إثر الشكاية التي تقدم بها، الناشط الصحراوي، المنشق عن جبهة البوليساريو، الفاضل بريكة.