القائمة

أخبار

كاميرات المراقبة تُسقط 134 متهما بفاس

كاميرات المراقبة بدأت تجني “ثمارها” بمدينة فاس، بعد مرور أسبوعين عن تثبيتها. أزيد من 130 شخصا سقطوا في قبضة الشرطة، بفضل الاعتماد على هذه الأجهزة “المتطورة” في رصد مختلف مظاهر الجريمة والانحراف بأحياء المدينة.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

مصدر أمني أفاد أن الصور الحية المبثوثة داخل “قاعة الرصد” انطلاقا مما تلتقطه كاميرات المراقبة على مدار 24 ساعة في اليوم، مكنت مصالح الأمن المكلفة بهذه العملية، من التعرف على 134 شخصا، ومن ثمة وتوقيفهم، بعد أن ضبطتهم أجهزة المراقبة والرصد وهم في أوضاع مخلة وغير طبيعية، بعد اعتراضهم بعض الراجلين والاعتداء عليهم، أو تورطهم في السرقة والنشل، أو حملهم أسلحة بيضاء، أو تعمدهم شرب الخمر والتعاطي للمخدرات في الشارع العام
288
كاميرا تم نصبها بمختلف شوارع وساحات المدينة، بما فيها تلك التي تعتبر “بؤرا سوداء”، وذلك في إطار مخطط للحد من الجريمة بمختلف أنواعها… هذه عملية تأتي في خضم مشروع مولته الجماعة الحضرية بكلفة إجمالية قُدّر بـ 30 مليون درهم، لتوفير الأمن والضبط وتنظيم السير وحماية المرافق ومختلف المؤسسات العمومية والخاصة.
ولإنجاح هذا المشروع المعتمد أساسا على تقنية الرصد الآني عن طريق توصيل الصور الحية بشكل متزامن عبر شبكة لا سلكية، تم إنجاز رسم خرائطي أمني جديد للمدينة، باعتماد جهاز “جي بي إس”، والتحكم فيه عبر الأقمار الاصطناعية.
وقد تم نصب 120 كاميرا بفاس العتيقة و80 كاميرا بمقاطعة أكدال، مقابل 20 بمقاطعة بنسودة، فيما حظيت مقاطعة المرينيين بالعدد المتبقي، خاصة بأحياء بن دباب وبنزاكور وكريان الحجوي والحي الحسني، التي تعرف انتشارا كبيرا للجريمة.
سناء بوزيان المهندسة بالجماعة الحضرية لمدينة فاس، تؤكد أن هذا المشروع أنجز بدراسة بين مسؤولي الجماعة ومصالح الشرطة، وأن ولاية الأمن هي التي حددت الأماكن لتثبيت الكاميرات لتشرف على المراقبة داخل أحد الأقسام التابعة لولاية الأمن، وسمي بـ “قاعة الرصد”.
محمد العراقي المسؤول بالشركة الفرنسية التي فازت بصفقة إنجاز كاميرات المراقبة بفاس، اعتبر هذا المشروع “فريدا من نوعه بالعالم العربي وإفريقيا، وهناك مشروع مماثل موجود بمدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية يشبه المشروع الذي أشرفت عليه الشركة الفرنسية بفاس، لكنه يتوفر فقط على 30 كاميرا”.
قاعة الرصد تضم آليات متطورة لتسجيل وحفظ الصور الملتقطة من مختلف الكاميرات، عن طريق أجهزة تكنولوجية متطورة، في حين يشرف 16 تقنيا ومهندسا على الخدمة، ويعملون على مدار الساعة، في إطار خطة محكمة ودقيقة. القاعة تحتوي على 28 شاشة، إضافة إلى روابط ذكية تمكن من تتبع الشخص المضبوط بالكاميرا، في مختلف حركاته والتعرف على ملامح وجهه وأرقام صفائح السيارات المخالفة لقانون السير… وهي أجهزة، حسب القائم على المشروع، “محمية وصعبة الاختراق من قبل القراصنة”.
بوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني، على هامش تنصيب الوالي الجديد للأمن بفاس، سبق له أن قام بزيارة خاصة إلى مختلف المواقع التي تم تثبيت كاميرات المراقبة بها، كما تفقد قاعة الرصد، وأبدى إعجابا بهذا المشروع المعول عليه للحد من مظاهر الجريمة بمدينة فاس.
المواطن الفاسي، أمام الحدث الجديد بالمدينة، يتساءل هل تستطيع كاميرات المراقبة والأجهزة الرقمية المتطورة، أن تقطع دابر الجريمة في المدينة، وتعيد بالتالي الاستقرار والهدوء إلى السكان… هذا هو السؤال الذي ستجيب عنه الأيام القادمة.