بعد الاستقبال الذي خص به محمد السادس، العمال و الولاة الذين تم تعيينهم مؤخرا، قام أحمد بن صديق بنشر مقال ينتقد فيه قيام الضيوف بالركوع أمام يدي عاهل البلاد، و تساءل في مقاله هذا عن " موقف الدكتور الريسوني اليوم كعالم شريعة من الركوع للملك".
أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد و الإصلاح التي توصف بكونها الجانب الدعوي لحزب العدالة و التنمية، و رئيس رابطة علماء أهل السنة، لم يتأخر كثيرافي الرد على أحمد بن صديق، وقال أن الركوع و السجود لغير الله تعالى لا يجوزان في الإسلام، "بل الأدلة الصحيحة دالة أيضا على تحريم القيام لغير الله، وقد سبق لي أن بينت ذلك، ورددت على القائلين بجواز القيام لغير الله تعالى و ذلك في كتابي "نظرة التقريب و التغليب" و في غيره".
و علاقة بالموضوع قال الريسوني في تصريح لأخبار اليوم " صحيح أنني رأيت صور العمال و الولاة وهم يبالغون في انكسارهم وركوعهم، لكن المشكل هو أنه لا جديد فيه بينما الناس تنتظر الجديد منذ ثلاثة عشر عاما، وتنتظره بلهفة أكبر منذ إقرار الدستور الجديد، وكثرة الحديث عن التنزيل الديمقراطي التقدمي للدستور".
الريسوني قال أن مايزيد الأمر قبحا و شناعة " في الدين و الفطرة و الذوق السليم، ذلك المشهد المشين المهين الذي يتكرر علينا كل سنة فيما يسمى حفل الولاء، حين يجبر جموع من الناس على الركوع الجماعي للملك و فرسه، بل تركع كل مجموعة عدة ركعات متتاليات، و كأنهم في صلاة عبادة، نسأل الله العفو والعافية".
و علاقة بالموضوع قال الفقيه المغربي المثير للجدل عبد الباري الزمزمي في تصريح لموقع "هسبريس" بأنه كان على الريسوني أن ينصح حكومته أولا بأن تكون خطواتها سديدة وفعلها سليما، وأن تقوم بما عهده الله تعالى إلى الحاكم المسلم، مصداقا لقوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ).
و في حديثه عن حفل الولاء الذي يقام كل سنة بالمغرب، قام الزمزمي بالتأكيد على أنه دأْبٌ قديم جرت به العادة والعرف الذي يرتبط بتعظيم الملوك منذ زمن بعيد في البلاد، حيث كان المغاربة لا يركعون فحسب بل كانوا يسجدون أيضا لملوكهم، من قبيل الطقوس التي كانت متواجدة في عهد الملك الحسن الأول.