كشف تقرير لقناة NDR الألمانية العمومية أن باحثين في نقل الدم من جامعة غرايسفالد الألمانية أثبتوا صلة بين جلطات الدم النادرة في الدماغ ولقاح أسترازينيكا. ماذا يعني هذا الكشف الجديد على أرض الواقع في الممارسة الطبية؟
وكان وزير الصحة الألماني، ينس شبان، قد علّق الاثنين الماضي (15مارس 2021) التطعيم بلقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا المستجد، بعد أن أفادت تقارير متطابقة حدوث سبع حالات نادرة من الجلطة الدماغية عقب تلقي اللقاح.
بالتعاون مع معهد باول-إيرليش وباحثين من النمسا فحص باحثو جامعة غرايسلفالد الألمانية عيّنات من ستة أشخاص حدث لهم تجلطات في الوريد الجيبي في المخ بعد تلقي لقاح أسترازينيكا. وكانت النتيجة أنه على ما يبدو أن اللقاح يطلق آلية دفاعية في الجسم في بعض الحالات النادرة. وتنشط هذه الاستجابة المناعية الصفائح الدموية، وهي عملية طبيعية جداً عندما نجرح أنفسنا ويتخثر الدم لإغلاق الجرح.
ووفق رئيس قسم نقل الدم في جامعة غرايسفالد، أندرياس غرايناخر، فإن هذه الآلية تؤدي في حالات نادرة إلى جلطات في المخ، ما يمنع جريان الدم في الدماغ. هذا ولم يسبق أن نشرت هذه النتائج في مجلة علمية متخصصة.
ما يبدو للوهلة الأولى خبراً سيئاً فيما يتعلق بلقاح أسترازينيكا هو خبر جيد، وفق كلام الباحثين للقناة الألمانية. تحديد الآلية على وجه الدقة جعل الطريق إلى علاج محتمل ليس بعيداً. وهذا ما فتح الباب لإمكانية علاج تلك الجلطات عند تلقي اللقاح.
"يمكن مواصلة التلقيح بأسترازينيكا، بعد أن تم إبلاغ المشافي بنتائج البحث. ويمكن تقديم العلاج لمن تحدث عنده تلك الجلطات"، حسب بيان صحفي للجامعة. بيد أن الباحثين يؤكدون أيضاً أنه لا يمكن إعطاء المادة العلاجية قبل التلقيح أو قبل ظهور أعراض الجلطة.
وكانت حوالي 15 دولة من بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا قد علقت احترازياً استخدام لقاح أسترازينيكا. بيد أن الوكالة الأوروبية للأدوية أعلنت أمس الخميس (18 مارس 2021) أن اللقاح "آمن وفّعال" و"غير مرتبط" بزيادة خطر حصول تجلطات دموية. وأضافت مدير الوكالة إيمر كوك في مؤتمر عبر الفيديو أن "منافعه في حماية الأشخاص من كوفيد-19 مع المخاطر المرتبطة في الوفيات وحالات الاستشفاء، تتفوق على المخاطر المحتملة".