علقت دول أوروبية استخدام لقاح "أسترازينيكا" البريطاني السويدي، المضاد لفيروس كورونا، كإجراء احترازي، بعد ورود تقارير عن ظهور جلطات في دم عدد من الذين خضعوا له.
ويوم أمس قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في باريس، إن القرار بشأن تعليق استخدام اللقاح المذكور تم اتخاذه "بناء على توصية وزير الصحة كإجراء احترازي، وأملا في إمكانية استئنافه بسرعة إذا سمح رأي وكالة الأدوية الأوروبية بذلك".
وأشار ماكرون إلى أن قرار التعليق سيبقى ساريا حتى إدلاء الوكالة برأيها بشأن اللقاح المذكور في النصف الثاني من يوم الثلاثاء.
? Emmanuel Macron annonce la suspension "par précaution" de la vaccination avec AstraZeneca "jusqu'à demain après-midi" pic.twitter.com/pwcqkMAIiz
— BFMTV (@BFMTV) March 15, 2021
من جانبها أعلنت وزارة الصحة الألمانية أمس الإثنين وقف التطعيم ضد كورونا بلقاح أسترازينيكا احترازياً.
وقال وزير الصحة ينس شبان "قرار اليوم هو مجرد إجراء احترازي"، وأضاف: "من أجل الحفاظ على الثقة في اللقاح، علينا أن نمنح خبراءنا في ألمانيا والاتحاد الأوروبي الوقت للتحقق من الحالات الأخيرة". وعبر الوزير عن أمله في أن تتوصل وكالة الأدوية الأوروبية إلى قرار بشأن استخدام لقاح أسترازينيكا، مشيراً إلى أنهم ينتظرون توصيات الوكالة.
بدورها أعلنت وكالة الأدوية الإيطالية أنها قررت "حظر استخدام اللقاح في البلاد كإجراء احترازي مؤقت حتى إشعار من وكالة الأدوية الأوروبية، وأشارت إلى أن القرار تم اتخاذه "بالتوافق مع الإجراءات المماثلة التي اتخذتها الدول الأوروبية الأخرى.
وفي إسبانيا قالت ماريا جيسوس لاماس، رئيسة الوكالة الإسبانية للأدوية، "في نهاية هذا الأسبوع، تغير تقييمنا للمخاطر، لقد أصبحنا على علم بحالة واحدة من حالات الجلطة الوريدية الدماغية في إسبانيا، والتي صاحبها انخفاض في الصفائح الدموية، مما يشير إلى تنشيط غير منتظم للتخثر".
وتابعت "لم نفكر كثيرًا لأنها كانت حالة واحدة، لكن ليلة السبت، سمعنا عن 3 حالات في النرويج. اكتشفت ألمانيا أيضا 4 حالات. نظرًا لأننا لم نتمكن من تجاهل المعقولية البيولوجية لهذا النوع من التخثر الناجم عن اللقاح، فقد اعتقدنا أنه بحاجة إلى مزيد من المراجعة".
والأسبوع الماضي علقت النرويج والدنمارك وأيسلندا استخدام اللقاح، ويوم الأحد انضمت إليهم أيضا أيرلندا وبلغاريا، وهولندا والنمسا.
وكانت شركة "أسترازينيكا" قالت في وقت سابق، إنه "لا يوجد دليل" على أن لقاحها المضاد لمرض "كوفيد 19-" الناتج عن الاصابة بالفيروس، يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم.
وناشدت منظمة الصحة العالمية، الدول عدم وقف حملات التطعيم من المرض الذي أودى بحياة نحو مليونين و700 ألف في أنحاء العالم حتى الآن.
وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندماير إنه "لا يوجد حتى اليوم دليل على أن الحالات نتجت عن تلقي اللقاح، ومن المهم أن تستمر حملات التطعيم حتى يمكننا إنقاذ الأرواح ومنع الإصابة بحالات مرضية شديدة من الفيروس".
ويوم أمس قالت الأمم المتحدة، إن منظمة الصحة العالمية كانت واضحة بأنه لا مشكلة مع لقاح "أسترازينيكا" البريطاني المضاد لفيروس كورونا.
وأَاف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك أن لقاحي "أسترازينيكا وفايزر، يتم توزيعهما في إطار برنامج كوفاكس، ونحن نسترشد بالعلم ومنظمة الصحة العالمية كانت واضحة جدا خلال اليومين الماضيين بشأن حقيقة عدم وجود مشكلة مع لقاح أسترازينيكا".